ثورة اون لاين – سعاد زاهر:
هل حان وقت اللعب فقط… أم إن للإجازة الانتصافية موضوع استطلاعنا …أدوار اخرى…؟!
طالما أن الأمر يتعلق إلى حد كبير بالأطفال، كونهم الشريحة المستهدفة في هذا الاستطلاع فعلى ما يبدو أن الحالة محيرة بالنسبة للأهل، هل يتركونهم على هواهم من أجل الاستمتاع وقضاء الوقت باللعب، ام أنه يفترض الدمج بين التعلم وممارسة الهوايات المفيدة، والراحة…؟!
حتى لا نغرق في التكهنات الذاتية، طرحنا الفكرة في استطلاعنا الدوري على الشكل التالي:
* ما الذي يمكن القيام به خلال العطلة الانتصافية تحديداً، وخلال العطل عموماً؟
– 1- لا شيء سوى الراحة والاستجمام 49%
– 2- ممارسة الهوايات المفيدة 18%
– 3 – متابعة الأنشطة الثقافية والترفيهية 9%
– 4- تطوير المهارات ومراجعة الدروس 24%
كما هو واضح من النسب، فإن النسبة الأعلى جاءت لصالح (لا شيء سوى الراحة والاستجمام 49%) بالطبع إن حاولنا فهم طريقة تفكير المصوتين وكيف يرون الأمر ستبدو النسبة منطقية، فالهدف الأول لأي عطلة أياً كان نوعها، الراحة وشحن الذات، للانطلاق مجدداً..نحو الأهداف الحياتية الجدية…
وإذا كان الأمر أسهل بالنسبة للكبار، باعتبار أنهم قادرون على برمجة أهدافهم وحياتهم وبالتالي عطلتهم بالطريقة التي يرغبون بها، وبما يتلاءم مع ميولهم وظروفهم…إلا أن الصغار يحتاجون لخطة أخرى، فيما يتعلق تحديدا بالعطلة الانتصافية، كونها قصيرة ويخرج فيها التلاميذ من مجهود الامتحان النصفي، فلا بأس بكم مهم من الراحة ولكن لما لا يتخلله بعض الجدية حيث لايوجد أفضل من الأهل لفهم كيف يمكن لأولادهم قضاء الوقت بشكل مريح ومفيد، خاصة وأنها فرصة للتحرر من كل القيود والروتين للاثنين معاً.
الفريق الآخر من المصوتين جاءت نسبته (24%) لصالح محور (تطوير المهارات ومراجعة الدروس) بالتأكيد إن وقت الفراغ الذي توفره العطلة من المهم استغلاله فالعطلة لدى هذا الفريق ليست مساحة فارغة من المهام فلا بأس بالاهتمام بالأنشطة وتنمية المهارات ومراجعة الدروس، عير ضبط محكم غير مباشر من الأهل، بغية تعويد أولادهم على تحمل المسؤولية حتى في أوقات الفراغ، وعدم إهدار الوقت.
أبرز أهداف العطل، ممارسة الهوايات المحببة، حين تقوم بما تحب، لا تمل معه، ويمضي الوقت بما هو مفيد، ومع ذلك فإن نسبة المحور المتعلق بممارسة الهوايات المفيدة، جاءت نسبته ضئيلة (18%) ربما قلة النسبة سببها الظروف التي نعيش فيها حاليا، حيث لا تزال مخاطر وباء الكورونا موجودة، وغالبا تقتصر الأنشطة على ما يمكن القيام به في المنزل، والظروف الاقتصادية والمعيشية، الضاغطة علينا والتي تمنع غالبية الأسر من حرية الحركة والتنقل، والاستمتاع بعطلتهم كما يشتهون…!
في البند الأخير متابعة الأنشطة الثقافية والترفيهية بلغت النسبة ( 9%)،وهي النسبة الأقل في استطلاعنا، وبالطبع هناك العديد من الجهات الثقافية قامت بأنشطة مخصصة للأطفال مثل مديرية المسارح التي قدمت مهرجانات وعروضا مسرحية…
ولكن على ما يبدو ورغم ضرورة اعتياد الأولاد على الحالة الثقافية فهي نادرة في حياتهم على ما يبدو، وبالتأكيد الظروف تلعب دوراً، إضافة إلى عدم إيمان الأهل ربما بأهمية أمثال هذه الأنشطة، خاصة مع تواجد وسائل اتصال ضمن أيديهم… تقوم بمهمة الترفيه بسهولة…
بالتأكيد إن البند الأخير يكشف خللاً في التعاطي مع البعد الثقافي في حياة الأطفال واليافعين…علينا الانتباه له جيداَ، إذ إن الكتب الدراسية رغم أهميتها البالغة تعطي مفاتيح التعلم، أما سعة المعارف وتنمية المهارات التي تلائم هذا العصر المتطور بتسارع رهيب، يحتاج فيه الأولاد إلى أبعاد ومحاور معرفية أخرى قيَمة، تنمي معارفهم بما يضمن فوزهم المستقبلي..!