الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
تصعد قوات الاحتلال الصهيوني جرائمها، وممارساتها القمعية بحق الشعب الفلسطيني، وتتمادى بسرقة المزيد من أراضيه في سياق الحرب الاستيطانية التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتقطيع الأوصال الجغرافية لفلسطين، وتغيير ملامحها وهويتها تمهيداً لمشروع التهويد الجاري استكماله اليوم بدعم معلن من إدارة الإرهاب الأميركية، وكل ذلك يهدف لتكريس الاحتلال وشرعنة وجوده على حساب الوجود الفلسطيني التاريخي.
ومع تصاعد جرائم الاحتلال، استشهد الفتى عطا الله محمد ريان (17 عاماً) من قراوة بني حسان أثناء تواجده على أحد المفترقات القريبة من قرية حارس غرب سلفيت، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الثلاثاء.
وذكرت وكالة وفا أن جنود الاحتلال قد تركوا الفتى المصاب ينزف على الرصيف، بعد إصابته بعدة رصاصات، ولم تقدم له الإسعافات الأولية، ما أسفر عن استشهاده على الفور، وقد أغلق جنود الاحتلال فور جريمة إطلاق الرصاص على الفتى المدخل الشمالي لمدينة سلفيت، كما شدد من تواجده عند مدخل قرية حارس القريبة من محيط المكان.
كما أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال خلال المواجهات التي اندلعت عقب اقتحام مخيم جنين، واعتقل آخران، حيث ذكر مدير نادي الأسير في جنين وفقاً لوكالة لـ”وفا”، أن شاباً أصيب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في القدم خلال المواجهات، وجرى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، أعقبه اعتقال الشابين علي عامر فايد، عقب مداهمة منزل ذويه وتفتيشه في المخيم، وعمران عماد صقر، عقب مداهمة منزله وتفتيشه في واد برقين.
كذلك أصيب شاب فلسطيني بقنبلة غاز في الرأس، و12 آخرون أصيبوا بحالات اختناق خلال المواجهات التي اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال مدينة طوباس.
على التوازي تواصل آليات الاحتلال الإسرائيلي تجريف المزيد من الدونمات من أراضي قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، لصالح بناء وحدات استيطانية في ما يسمى مستوطنة “عيلي” شرقاً.
ونقلت وكالة وفا عن مصادر محلية قولها بأن عدداً من آليات الاحتلال تواصل منذ عدة أيام تجريف جبل “الرهوات” بشكل متسارع، وفي مناطق متفرقة في محيط المستوطنة، ما يدلل على توسعات وإضافات جديدة يسعى من خلالها الاحتلال لزيادة عدد المستوطنين في المستوطنة.
يُشار إلى أن أحياء جديدة شرع الاحتلال ببنائها في الجهة الجنوبية من المستوطنة في الأشهر الأخيرة، وذلك على حساب الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين في اللبن الشرقية، كما قام بتجريف مساحات أخرى من أجل توسعة محطة الوقود التابعة للمستوطنة والمقامة على شارع رام الله نابلس الرئيسي.
كذلك أغلقت قوات الاحتلال الطريق المؤدية إلى منطقة البقعة شرق مدينة الخليل، وواصلت شق طريق استيطانية غرباً، حيث أغلقت الطريق المؤدية إلى منطقتي الجلاجل والبقعة شرق الخليل، القريبة مما يسمى مستوطنة “خارصينا”، وسط احتجاجات من قبل الفلسطينيين، بسبب عرقلة وصولهم إلى أماكن سكناهم وأعمالهم، كما استكملت قوات الاحتلال شق الطريق الاستيطانية المحاذية لما يسمى مستوطنة “نجهوت” غرب بلدة دورا جنوب الخليل.
وفي إطار الممارسات العنصرية لسلطات الاحتلال أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الحملة الاستعمارية التوسعية التي تشنها سلطات الاحتلال في عموم الضفة الغربية المحتلة، والتي تتمثل في التصعيد الحالي في عمليات تجريف الأراضي واقتلاع الأشجار وهدم المنازل والمنشآت بالجملة، وتوزيع عشرات الإخطارات بالهدم كما حدث ضد قرية زنوتا شرق بلدة الظاهرية جنوب الخليل، بما في ذلك إخطار بهدم 12 خيمة سكنية وعيادة ومجلس قروي القرية.
وقالت الخارجية في بيان صادر عنها اليوم الثلاثاء، إن الجنون الاستيطاني يعكس العقلية الاستعمارية التوسعية التي تسيطر على حكومة الاحتلال، عقلية سرقة الأرض الفلسطينية وهدم وتدمير المباني الفلسطينية وتهجير وطرد المواطنين الفلسطينيين وإحلال المستعمرين مكانهم.
وطالبت الوزارة مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ودعته لوقف سياسة الكيل بمكيالين والانتصار للقانون الدولي والعدالة من خلال اتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار 2334.
وقالت “الخارجية”، إن الصمت الدولي على مشاريع الاحتلال الاستعمارية التوسعية وتهويد المناطق المصنفة “ج” بات يعتبر تواطؤاً مع تلك المشاريع، وإن المطلوب الآن وأكثر من أي وقت مضى فرض عقوبات دولية على الكيان الإسرائيلي كقوة احتلال لإجباره على التراجع عن تنفيذ مخططاته.