أميركا.. بين الواقع المزري والشعارات المزيفة!!

الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:

لا تزال أحداث غزوة الكونغرس التي نفذها أنصار الرئيس المهزوم دونالد ترامب بتحريض منه، تلقي بظلالها على المشهد الأمني في الداخل الأميركي، ولا شك سيترتب عليها الكثير من التداعيات الأمنية لاحقاً، ولا سيما في ظل إجراءات محاكمة ترامب، وإعلان اليمين المتطرف الوقوف إلى جانبه، ولكن صورة تسلق المحتجين على أسوار الكونغرس، واقتحام بواباته ومكاتبه وغرفه، والعبث بمحتوياتها ستبقى ماثلة في ذاكرة الأميركيين، وغيرهم من شعوب العالم ممن شاهدوا الصورة الحقيقية للولايات المتحدة، حيث تهاوت الديمقراطية المزعومة تحت أقدام المتظاهرين على أبواب الكونغرس.
فالهجوم شكل لحظة فارقة في التاريخ الأميركي حيث أسست أحداث الفوضى هذه للخوف من احتجاجات وشغب لا يمكن السيطرة عليها في المستقبل القريب، حيث أضحت العاصمة واشنطن خاصة محيط مبنى الكونغرس كمدينة أشباح قاحلة متصحرة من المارة باستثناء الكتل الإسمنتية والآلاف من جنود الحرس الوطني ورجال الشرطة المسحلين مع الحديث عن وجود تهديدات محتملة من قبل اليمين المتطرف، ليتجلى بذلك الصراع السياسي على السلطة على أشده، حيث بدت الطبقة السياسية الجمهورية والديمقراطية فيما بينها منقسمة بشكل كبير، وأفرز العدوان على الكونغرس ما هو مخبّأ بجعبتها مع كثرة التصريحات التي انصبت مع هذا الحدث وعقبه، وتحميل ترامب المسؤولية عنه، وما أفرزته وسائل الإعلام من متابعات وتحليلات وأخبار وتقارير، وكشفت عن وجود خلافات عميقة لا يمكن تجاهلها بفعل سياسات ترامب المتهورة وغطرسته واستبداده وعنجهيته وتمرده، حيث الوضع الداخلي ليس متماسكاً كما تصوره أميركا وتسوقه، بل هو في حالة من الهشاشة التي يهزها الوضع الاقتصادي والبطالة والصحة المتأزمة ودخول وباء كورونا على خطها بشكل مؤثر ما دفع لوجود حالة اعتلال بنسبة عالية.
لكن رغم هذه الفوضى التي سبقت رحيل ترامب بأسبوعين، وما أحدثته من بلبلة وإثارة للمخاوف والتبعات التي لم تنته بعد، فإن الغرب بقي صامتاً على هذا الهجوم أو بالكاد نطق خجلاً من نفسه دون أن يسجل نقطة إدانة واحدة بحق الديمقراطية الأميركية المزعومة التي تم تعريتها بالكامل أمام الرأي العام العالمي، وهو ما يكشف مدى الازدواجية التي يعاني منها عندما يتعلق الأمر بأميركا، فلو حدث هذا في بلد يناهض سياسيات الغرب وعنصريته وهيمنته، لكانت أميركا ومعها هذا الغرب أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، ولكانت واشنطن والعواصم الأوروبية دفعت مجلس الأمن لجلسات طارئة وعاجلة وأطلقت حملات ضخمة من التضليل الإعلامي ووظفت شركات ورؤوس أموال طائلة، وجندت محللين وشهود عيان مفصلين على مقاس أجنداتها العدوانية باستهداف هذا البلد أو ذاك، تحت شعار الدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو ما ظهر كثيراً في بلدان عدة استهدفتها أميركا بالإرهاب والحصار والعقوبات، وقلبت الأمور رأساً على عقب تزويراً ونفاقاً.
أحداث الكونغرس عرّت الصورة الأميركية، وأكدت أنه في بلد ينافق بالديمقراطية أمام العالم، فإن الديمقراطية هي واجهة للتدخل في شؤون الدول الأخرى، وأن التسويق لشعارات زائفة ما هو إلا للعب بأصحاب العقول الضعيفة، ولكن هل تتعظ أميركا من الارتدادات الأمنية التي خلفتها حالة الانقسام غير المسبوق بين الجمهوريين والديمقراطيين، والذين بطبيعة الحال يمثلون شرائح المجتمع الأميركي، باعتبارهما الحزبين الوحيدين اللذين نصبا نفسيهما أوصياء على الشعب الأميركي، وحتى على شعوب الدول الأحرى، أم أن تهديدات ترامب التي أطلقها قبيل مغادرته البيت الأبيض ستدفع نحو حرب أهلية قادمة، في ظل التهديدات المتواصلة التي يطلقها اليمين المتطرف بين الفينة والأخرى؟.

آخر الأخبار
الشرع يطرح هذه الملفات على طاولة  ترامب في "البيت الأبيض"  الجهاز المركزي يطور أدوات جديدة لكشف الاحتيال   من واشنطن الشيباني يبشّر السوريين: 2026 عام الانقلاب الكبير! الشرع يلتقي ممثلي المنظمات السورية الأميركية.. ودمشق وواشنطن نحو الشراكة الكاملة  وزيرا سياحة سوريا والسعودية يبحثان آفاقاً جديدة للتعاون كواليس إصدار القرار "2799".. أميركا قادت حملة دبلوماسية سريعة قبيل زيارة الرئيس الشرع الشرع أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض بشكل غير متوقع إنشودة الوفاء من مدينة الأنوار إلى دمشق الشآم سوريا تشارك في الجلسة الافتتاحية لمجموعة 77 + الصين في البرازيل إغلاق باب التقسيم: كيف تترجم زيارة الشرع لانتصار مشروع الدولة على الميليشيات؟ الأطباء البيطريون باللاذقية يطالبون بزيادة طبيعة العمل ودعم المربين ملتقى "سيربترو 2025".. الثلاثاء القادم صفحة جديدة في واشنطن: كيف تحوّلت سوريا من "دولة منبوذة" إلى "شريك إقليمي"؟ مكافحة الترهل الإداري على طاولة التنمية في ريف دمشق من "البيت الأبيض": أبرز مكاسب زيارة الشرع ضمن لعبة التوازن السورية ترميم مستشفى درعا الوطني متواصل.. وإحداث قسم للقسطرة القلبية تبادل الفرص الاستثمارية بين سوريا والإمارات الشرع في واشنطن.. وغداً يلتقي ترامب في البيت الأبيض بين غلاء الكهرباء و الظلام..ماذا ينتظر السوريون في الأيام القادمة؟ توقيع سوريا لاتفاقيات الامتياز خطوة أساسية في إعادة بناء البنية التحتية للطاقة