لغة الأنقياء

لغة الأنقياء سامية مثل تفاصيل حيواتهم، بعيداً عن عالم اليوم المستعر، غابة أصبحت الدنيا.. مليئة بالغرباء والغربان.. أرض الرجال الشرفاء، المتصدون للسلطات الحالمة باستعمارنا، تخترقها الطبقة الفاسدة، التي لا تتنازل عن مواقعها مهما كلفها الثمن، حتى لو كان قوت الشعب، لأنها تعتبر ذاتها النخبة.

هل في لغة الأنقياء مصطلح كليبوقراطيون، الذي تطلقه اليوم المبعوثة الأممية بالنيابة، استيفاني ويليامز، على السياسيين الليبيين، على أنهم يعرقلون الانتخابات الليبية، وتقصد به الديناصورات، لكنه في حرفية ترجمته يعني حكم اللصوص.

هو مصطلح يوناني الأصل والمقصود به في بدايات إطلاقه، نمط الحكومة الذي يراكم أفرادها ثرواتهم، على حساب الشعب، إن كانوا يمثلون أحزابهم السياسية أو فئات اقتصادية نخبوية.. تمتهن السرقة بمنهجية اختراق القانون وضرب مفاصل الدولة الاقتصادية، بتولية فاقدي الخبرة، لتسريب ثروات البلد لجيوبهم وكروشهم.

إن أردنا توظيف لغة الأنقياء للخروج من أزمتنا، والتخفيف من شدة الحصار المفروض على بلدنا.. علينا الضرب على يد كبار الملاك خاصة من أَثْروا في زمن الحرب.. والنظر لتجميع الموارد المالية الوطنية، بتأجيل تسديد الديون، وتطوير الزراعة الحقلية والأشجار المثمرة والحراجية لتعويض ما أحرقه الإرهابيون.

تطوير وتفعيل العملية التعليمية، على جميع المستويات، والاهتمام بالقطاع الصحي وصحة المواطنين، التساوي أمام سلطة القضاء وإعلاء كلمته على الجميع، إلغاء الضرائب على الفقراء، وزيادتها على الأغنياء، رفع الرواتب بما يضمن كرامة المواطن، وربط أرجاء الوطن بشبكة قطارات، وبذلك تفويت الفرصة على الفاسدين.

لذا تعمل الدول التي تدعي أنها عظمى على دعم النخب الفاسدة والمستفيدة من ظروف الحرب، بشكل مباشر وغير مباشر، لأنها ببقائها تعينها على التمدد واستمرار حياتها على أرضنا، كالعلق على حساب دم الشعب.. تحقيقاً لمصالحها.

حتى لو وصل القرار لمجلس الأمن سيكون لمصلحة النخب الفاسدة، لأنها ذراع المستعمر الذي يدير دواليب نهب الثروات الطبيعية والصناعية، لمصلحة الدول المستعمرة، التي ترمي لهم الفتات.. لأنهم ذيول العصابة العالمية، التي تعمل على فرض إرادتها على الشعوب الكارهة لها، خاصة بلادنا العربية بثرواتها الهائلة.

هذه النخب التي تتمايز على فئات الشعب الأخرى، والتي إن أرادت أن تكون جديرة بالمناصب عليها أن تبدأ بالتساوي معه، بدءاً من إلغاء التكييف في بيوتهم ومكاتبهم إلى أن يتمكن كل فقير من وضع تكييف في بيته، وأن تفسح المكان لزيادة عدد النساء في المناصب بمختلف المراتب الوظيفية، لأن المرأة أندر فساداً من الرجل.

ومن ثم إنشاء محاكم صارمة تحاكم الفاسدين بنزاهة، وعدم التنمر على الفقراء أصحاب العشوائيات الذين لو بنيت لهم دور بسيطة وجميلة لهدموا أكواخهم بأيديهم.

هل من سبيل لإعلاء لغة الأنقياء، وإحكام العقل، ووضع البلاد على طريق نفي الجهل، ومحاربة سياسة التجهيل والتكاسل، والتقليد الأعمى الذي يغذي أذهان الشباب بأن الخلاص في الهجرة لدول الغرب ذات التقنية الاستعمارية، التي لم تساهم يوماً في حضارة الدول التي لها مصالح فيها.

إضاءات- شهناز صبحي فاكوش

 

 

آخر الأخبار
الرئيس الشرع والبطريرك يازجي ..وحدة السوريين صمام الأمان أمام محاولات التقسيم والتفكيك  "العدل" : عدم فك احتباس الحفارات التي تقوم بحفر آبار  بدون ترخيص   الشيباني مع المحافظين : الاستفادة من الدعم الدولي بما يخدم الأولويات المحلية   الرئيس الشرع يستقبل البطريرك يوحنا العاشر يازجي وتأكيد على الدور الوطني        انفجار المزة ناجم عن عبوة ناسفة مزروعة بداخل سيارة مركونة  المجتمع الأهلي يجهز بئر مياه كويا بدرعا  تحديات بالجملة أمام عودة أكثر من 2,3 مليون سوري عادوا لديارهم  ارتفاع الدولار وحرائق الساحل تنعكس على الأسعار في الأسواق  ريادة الأعمال في قلب التغيير.. النساء دعامة المجتمع خفايا  ثوب الانفصال!   حملة تنظيف لشوارع الصنمين بعد 15 يوماً على تخصيص رقم خاص للشكاوى.. مواطنون لـ"الثورة": عزز الثقة بعمل مديريات محافظة دمشق بسبب الضياع المائي .. شح في مياه الشرب بدرعا معرض دمشق الدولي .. منصة شاملة تجمع التجارة بالصناعة والثقافة عودة بئر "دير بعلبة" للعمل شهر على اختطاف حمزة العمارين.. قلق متصاعد ومطالبات بالكشف عن مصيره الفرق تواصل السيطرة على آخر بؤر حرائق كسب بريف اللاذقية دراسة إعفاء الشاحنات ومركبات النقل من الرسوم  وتفعيل مركز انطلاق السيارات السورية مع لبنان السويداء بين شعارات "حق تقرير المصير" وخطر الارتماء في الحضن الإسرائيلي "معاً نبني سوريتنا" .. لقاء حواري يعيد رسم ملامح التكاتف المجتمعي في سوريا