يجب أن نتوقف مطولاً عند المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس وزير الكهرباء الذي تحدث خلاله عن إستراتيجية عمل الوزارة وخططها الإسعافية “خلال العام الحالي” لتحسين واقع المنظومة الكهربائية ورفع وثوقيتها سواء لجهة التوليد “الأهم” أم النقل أو التوزيع.
الاجتماع خطوة مهمة وإن جاءت متأخرة في إطار المكاشفة والمصارحة مع المواطن الذي أضنته برامج التقنين الجائرة واستفزه الصمت الحكومي ليس تجاه الواقع الكهربائي فحسب وإنما مختلف الأزمات المعيشية التي تواجهه.
النفس البشرية وطبيعة الإنسان تجعله يبالغ في الخيال ويمعن في السلبية في حال جوبه بالصمت تجاه أي مسألة تواجهه، ولا يجد لها جواباً، فما بالك بقطاع الخدمات التي ساهم تراجعها في جعل حياته اليومية أكثر صعوبة وعناء، ومن هنا نجد أهمية الحديث المباشر بين المسؤول عن قطاع معني بتقديم خدماته وبين الجمهور بشكل شفاف وواضح وهو أمر لطالما وجه به السيد الرئيس بشار الأسد في لقاءاته مع الحكومة مطالباً المسؤولين بالحديث بشفافية مع المواطن الذي يتقبل التقصير خاصة إذا كان مبرراً جراء الظروف غير الطبيعية التي تواجه سورية اليوم…
رغم أن حديث الوزير خلال المؤتمر الصحفي لم يشمل وعوداً بتحسن الوضع جذرياً ولا أعطى سقوفاً عالية متفائلة حول المرحلة القادمة، ولكنه أجاب عن تساؤلات مكررة في الشارع مثل مسألة بيع الكهرباء لدول مجاورة، ومن خلال تداول الخبر في صفحات التواصل الاجتماعي كان الهجوم والتعليقات السلبية على حديث الوزير محدودة ومقبولة قياساً بما كان يصدر سابقاً من امتعاضات من برامج التقنين الدورية التي أصبحت لا تطاق في مناطق ومحافظات معينة.
يجب على الجهات الحكومية أن تكرر هذه الخطوة وتكثف من حديثها المباشر مع الجمهور وتعتمد الشفافية أساساً خلال المرحلة القادمة التي ستكون صعبة من حيث الخدمات والواقع المعيشي لأسباب أصبحت معروفة لدى الجميع، حيث يجب أن يتذكر الجميع الأسباب الأساسية وراء الوضع الصعب الذي نعانيه من حصار جائر ومقاطعة وعقوبات دون أن نغرق في النتائج والتفاصيل.
على الملأ- باسل معلا