الثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي نصر الله
الاعتداءات الصهيو – أميركية المُتكررة بالتوازي مع مُمارسات ذراع واشنطن الميليشياوي – قسد – في الحسكة، إضافة إلى مُحاولات إحياء الدواعش في البادية السورية وعلى طرفي الحدود السورية العراقية، ذلك بإطلاقهم وإمدادهم وتوجيههم لتصعيد إرهابهم بالتزامن مع إدخال عناصر وآليات عسكرية ولوجستية إلى القواعد الأميركية الاحتلالية، هي حركات ليست بلا مُناسبة، بل لا يُمكن النظر لها إلا كحالة وسياق عام لمُخطط عدواني يَتجدد لا تَنفصل هذه الحركة فيه عن تلك.
المُؤشرات كل المؤشرات على الأرض وفي السياسة تُدلل بما لا يدع مجالاً للشك على أن واشنطن مع جو بايدن لن تكون مُختلفة عنها مع دونالد ترامب، بل هي امتداد لا يُخفي أيّ تفاصيل سوى تلك التي تجعل المراقب يذهب لاعتبارها ولاية ثالثة لباراك أوباما تُحافظ على نتائج حماقات ترامب أو تُعالج بعضها بالتكتيك لا بالتراجع عنها، فالاستراتيجيا واحدة.
لا يُمكن الفصل بين ما يجري على الأرض من اعتداءات تَفضح بكل جُزئياتها أمر العمليات الأميركي الصادر للتو، فليس من المُصادفة تصعيد ميليشيا قسد إرهابها في الحسكة، بالتزامن مع تكثيف الفلول الداعشية عملياتها الإرهابية في البادية، وبالتوازي مع مُحاولة بث الروح بالمجموعات الإرهابية في المنطقة الجنوبية. وليس من المُصادفة أن يَلتقي ذلك مع مُحاولة التعطيل لاجتماع لجنة مناقشة الدستور بجولتها الخامسة في جنيف، إلا إذا كان أمر عمليات أميركي جديد قد صدرَ ووُضع مَوضع التنفيذ.
الولايات المتحدة – ومن معها في تحالف العدوان – لا يبدو أنها بوارد الاعتراف بهزيمة مشروعها، ولا بالإقرار بهزيمة تنظيم داعش الإرهابي كذراع لها وللتحالف الذي تقوده، لماذا؟ ببساطة لأن لاعترافها هذا استحقاقات أقلها الإقرار بأن كل الأحلام والأوهام والطموحات قد سقطت، وأنّ كل الخيارات باتت مُغلقة مُؤلمة، ذلك أنّ هزيمة الدواعش لا تَخصهم بل تخص من أوجدهم وصنّعهم، وقد كانت هيلاري كلينتون واضحة ووقحة عندما كشفت بزلة لسان أو بدوافع انتخابية الحقيقة المُتصلة بإنشاء هذا التنظيم الإرهابي الذي عجز عن إنجاز الفصل الأهم بمشروع الاستهداف والتفتيت للمنطقة وسورية ومحور المقاومة!.
التصويبُ الأميركي الجديد بالأدوات ذاتها، إذا كان كأمر عمليات لا يَعني إلا العجز والإفلاس، فإنه من زاوية أخرى لا يَحمل من دلالات إلا الإصرار على ارتكاب حماقات عبثية إضافية، دوافعها في الهيمنة والنهب تتساوى مع الدوافع الصهيونية التي تَنبري حكومات وأجهزة استخبارات أميركية أطلسية بالشراكة لتحقيقها بالأكاذيب وبمحاولة تسويقها، وبالنفخ بالفبركات وتضخيمها، وصولاً للغايات الشيطانية الصهيو أطلسية التي تؤكدها العربدة الأميركية.
تَسخين الوضع ومُحاولة خلق وقائع جديدة على الأرض، مع فرض عقوبات إضافية ظالمة في إطار الحصار كإرهاب اقتصادي يُستخدم من بعد الاستثمار بالإرهاب التكفيري الداعشي لن يكون مُجدياً، ولن يُكتب له النجاح بتحصيل نتائج مُختلفة، وبالتأكيد لن يُلغي النتائج المُترتبة الناجزة سواء على مُستوى مُخرجات سوتشي وأستانا، أو على صعيد دحر التنظيمات الإرهابية، بل سيُضاعف ارتدادات هزيمة المشروع بالمعنى العسكري الميداني كما بالمعنى السياسي.
في أصعب الظروف وأعقدها نجحت سورية مع الحلفاء والأصدقاء بالتصدي للمؤامرة والعدوان، فَككت مُعسكر الشر وأدواته، ودَحرت تنظيمات الإرهاب الصهيو وهابي، فأحبطت المشروع وحملات الاستهداف الكُبرى، وما زالت تَكتنز من أسباب القوّة وعواملها ما يَكفي لإحباط أوامر العمليات الأميركية الجديدة التي مهما تَعددت الجبهات المُخطط لافتتاحها، فإنّ نتائجها لن تُحاكي بحال من الأحوال احتمالات العبور باتجاه فرض الأجندات الواهمة.