الثورة أون لاين – فؤاد مسعد:
هموم جيل الشاب ومشكلاته وتداعيات الحرب الاقتصادية والمعيشية على مفردات حياته والصراعات القوية التي يعيشها وتحدي الذات، مفهوم الحب بأشكاله المتعددة والمختلفة، والارهاصات لبدايات جديدة ومحاولة الدفاع عن هواجس ومشاريع تحمل الكثير من الأمل.. كلها محاور وعناوين عريضة يحفل بها المسلسل الاجتماعي المعاصر (دفا) الذي دارت عجلة تصويره صباح اليوم تحت إدارة المخرج سامي جنادي، وهو من تأليف بسام مخلوف، وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، ويجسد شخصياته عدد من الفنانين، منهم: محمد حداقي، نادين خوري، زيناتي قدسية، عامر العلي، جمال قبش، محمود خليلي، صفاء رقماني، لينا حوارنة، حسين عباس، ريم عبد العزيز، أيمن عبد السلام، باسل حيدر، روعة السعدي، دانيال الخطيب، أسيمة يوسف، حازم زيدان، سهير صالح ، علا سعيد ، محمد حسن ، فراس الحلبي وآخرون.
يحمل العمل طابعاً يترجم عنوانه بنبل فيحمل من دفء العلاقات الإنسانية الكثير ، الأمر الذي يؤكده المخرج سامي جنادي بالإشارة إلى أن (الأجواء العامة للعمل هي نبش خفايا الحب بين الأصدقاء والمحبين ، فهو مليء بقصص الحب بكل تلوناتها وأشكالها، بما فيها الحب الذي يأخذ في مفهومه شكلاً من أشكال التملك)، حول إيقاعه وما ترصده الكاميرا خلاله، يقول: يفرض المشهد أسلوبية التعاطي معه، فإن كان فيه حالة أكشن سيكون إيقاعه وحركته وتقطيعه مختلف تماماً عن مشهد آخر، ولكن الأسلوب العام هو الهادئ الرزين الذي يكشف قيمة عمل الممثل أكثر من كونه محاولة لشكلانية صورة، فلغة الكاميرا تخدم مضمون وفكرة المشهد وتخدم موضوع العمل ككل بصدق وأمانة، وإنني أميل إلى التعاطي مع هذا الفهم للغة الكاميرا .
يشير المخرج إلى أننا وسط ما يُطرح من أعمال (الأكشن والمدبلج ..) بتنا بحاجة ماسة إلى أعمال تحكي عن العائلة والعلاقات الدافئة، يقول: (يضم العمل موضوعات قد تكون غائبة عن حياتنا والعلاقات الاجتماعية، ولكن شعرت أن هناك حاجة لإعادة النظر في المقومات الجمالية والقيم الانسانية التي بدأنا نفقدها تحت الضغط والحاجة اليومية وليست ضمن اهتمامنا اليومي نتيجة انشغالنا بتفاصيل تأخذ من روحنا، و بعيداً عن خارطة الأعمال الأخرى يحاول المسلسل أن يقول تعالوا نرى نتائج هذه العلاقات المُحبة، لأنه عندما تقدم عملاً ينبغي أن توصل صوتك ليس كما يريده الآخرون، وإلا فما قيمة أن تعمل؟. إننا نعمل لنقول ما نؤمن به، وما نراه حاجة ملحة ينبغي الانتباه إليها)، وحول إن كان هناك حالة من الطوباوية في العلاقات بين الشخصيات، يؤكد أن هناك علاقات يتم تناولها قد لا تكون سائدة ولكنها موجودة وإن كانت قليلة ونادرة، تلمسها في عمق من استطاع أن يحافظ على بنيته الإنسانية ولكنه غير قادر على تفعيلها، وبالتالي العمل دعوة لتفعيل الذات بعيداً عن كل المعطيات الخارجية (انطلق من ذاتك لتكون وتكوّن، فتوجد فاعليتك من خلال فعلك وإن كان الفعل بسيطاً وحجمه ضئيلاً ولكن مع الأيام قد تنجز تراكماً يصبح إنجازاً .. هي واحدة من مقولات المسلسل).
يتناول العمل الجديد العديد من الخطوط والصراعات طارحاً الحار من هموم الشباب التي تدور أحداثها في الوقت الراهن بكل ما فيه من تداعيات للحرب الاقتصادية والمعيشية، الأمر الذي ينعكس على حياتهم وطريقة تعاطيهم مع أحلامهم وطموحاتهم، وضمن هذا الإطار يؤكد المخرج أن هذه الانعكاسات موجودة في بعدها الحياتي، حيث يتم طرح قضايا الحياة البسيطة ولكن البسيط يحمل كل ما هو عميق، مشيراً إلى أن العمل يحمل أكثر من مستوى للقراءة، يقول: تختلف القراءة باختلاف وعي المتلقي، فبقدر ما تكون المتابعة حقيقية وتعاطي جدياً مع العمل بقدر ما سيرى المشاهد بُنى عميقة تطرح قضايا كبيرة ، رغم بساطة العمل ، فهو بسيط لدرجة يكاد يكون أشبه بسلاسة الحياة العابرة ، ولكن هذه البساطة إن نظرت لها بعين فاحصة ستجد فيها العمق الحقيقي.