الثورة أون لاين:
نشوء الرواية
ما زال البحث النقدي مستمراً في العثور على الجذور الأولى للرواية, متى وأين وكيف نشأت, والكل يدعي أبوتها وهذا طبيعي لأنها تعدُّ النوعَ الأدبيَّ الأكثر تقدماً والأغزر إنتاجاً والأكمل فنيةً في عالم الكتابة اليوم، وحين يتكامل نوعٌ أدبيٌّ أو فكريٌّ يثير في العقل مجموعةً من الأسئلة أو القضايا حول ماهيته، أبعاده، تاريخه ومآله..
تقدّم دار التكوين اليوم لقرائها واحدةً من أنضجِ الدّراسات حول هذا الموضوع، علماً أن الدراسات كثيرةً ولا تزال تتكاثر باستمرار، هذا الكتاب يثير أسئلةً تشمل عدداً كبيراً من قضايا الرواية، إلا أنه يركِّز أبحاثه على ما يعتقد أنه الأهمّ بين هذه الأسئلة، والسؤال الأبرز: كيف أخذت الرِّواية شكلها الرَّاهن؟ من وضع نماذجها الأولى؟ وإذا كانت الرواية تحاكي الواقع؛ فما هو مقدار واقعيتها؟
الرواية جنسٌ أدبيٌّ حديثٌ نسبيّاً، وتعدُّ رواية (روبنسون كروزو)؛ المعروفة جداً، الأنموذج الأول في الكتابة السرديّة الرّوائية الذي حاكاه الرّوائيون، فما الفرق بين فنِّ السّرد في الرّواية الحديثة وبينه في القصص القديمة التي ذخر بها التّراث العربي، مثل: كتاب الأغاني لـ الأصفهاني وكتاب البخلاء لـ الجاحظ؟
القضيّة الأبرز التي يناقشها هذا الكتاب، والتي أثيرت كثيراً من قبل هي: إذا كانت الرواية، في نشوئها وتكاملها، معاصرةً لمرحلة سيطرة البرجوازية اقتصاديّاً وسياسيّاً، فإلى أي حدٍّ يمكن أن تتجاوز، هي أو أيّ نوعٍ أدبيٍّ آخر، الطّبقات الاجتماعيّة لتقول للإنسان بما هو كذلك؟
تكمن أهميّة هذا الكتاب في أنه يناقش القضايا والأسئلة التي تستثمر ذهن القارئ، ليتأمّل بدوره الرّوايات التي قرأ ويكوِّن عنها أسئلته الخاصَّة.
إيان واط
ترجمة عبدالكريم محفوض
كتب دار التكوين 2021
رواية أواهَّ لهذه المعمورة
وعن دار التكوين صدرت أيضاً رواية أواه لهذه المعمورة
– مؤلفها براموديا آنانتا توير ولد في بلورا، وهي مدينة صغيرة في وسط جاوا، إندونيسيا، في عام 1925. كتب أول أعماله وهو نزيل سجن استعماري هولندي خلال العامين 1947 – 1949. وأما أعماله الأساسية التي هي عبارة عن سلسلة روائية تتألف من الروايات الأربع التالية – أوّاه لهذه المعمورة، وابن الأمم كلها، وحفيف الأقدام، والبيت الزجاجي – فقد كانت وليدة تلك المرحلة التي كان فيها سجيناً سياسياً، دون أي محاكمة، من عام 1965 إلى عام 1979 على جزيرة بورو الواقعة في شرق إندونيسيا. ولقد حظرت الحكومة الإندونيسية الكتابين الأولين في عام 1981 على الرغم من أنهما كانا من أكثر الكتب رواجاً وانتشاراً في إندونيسيا. ومن ثم استكمل براموديا عدة أعمال أخرى إبّان مدّة سجنه.
– من الأعمال الأخرى التي أنجزها براموديا: قصة من بلورا، والفساد، والآبق، وشرارات الثورة، والعجر، ولا، ليس كله مشهداً ليلياً، وعلى ضفتي نهر بيكاسي، وعائلة من الثوار، التي حظي الكثير منها بالترجمة إلى لغات أخرى.
– وأما ماكس لين، مترجم رواية «أوّاه لهذه المعمورة» إلى الإنكليزية فقد كان السكرتير الثاني في السفارة الأوسترالية في جاكارتا من نيسان عام 1980 إلى أن استدعي في أيلول عام 1981 جراء ترجمته هذه الرواية. والآن يعمل ماكس لين، فضلاً عن ترجمته الروايات الثلاث الأخريات ضمن هذه السلسلة، في كتاب يمسح فيه المجتمع والسياسة المعاصرين في إندونيسيا، علاوة على أنه ترجم من قبل أعمالاً للكاتب المسرحي الإندونيسي (و.س. ريندرا) بما في ذلك مسرحية «نضال قبيلة ناغا».
براموديا آنانتا توير
ترجمة عبدالكريم محفوض
منشورات دار التكوين 2021