الثورة أون لاين – أدمون الشدايدة :
يتواصل الكباش الدولي مع فيروس كورونا في ظل حصده مزيد من الأرواح حول العالم وارتفاع كبير في عدد الإصابات لاسيما في أوروبا التي لا زالت تحصد الفشل تلو الآخر في مواجهة الجائحة الخطيرة ، ليصل بهم المطاف في كل مرة يتلقون صفعة الإخفاق إلى فرض مزيد من التشديد في الإجراءات ، وإخضاع دولهم لقيود صارمة .
تلك التطورات أظهرت حالة التخبط التي تعيشها الدول الأوروبية مع دخولها في فوضى الاتهامات الموجهة لبعضها البعض ، إضافة لمساعيهم الفاشلة في الوقوف على الحلول التي قد تنجيهم من خطر الانزلاق أكثر في أتون الوباء ، فبينما زادت المطالبات بتسريع حملات التطعيم لمكافحة كوفيد-19 بعد إعلان مختبرات عدة زيادة كميات اللقاحات التي ستوفرها ، صب المسؤولون الأوروبيون جام غضبهم على مختبر أسترازينيكا بسبب تأخره في تسليم لقاحه الذي رخَّص له الجمعة في الاتحاد الأوروبي بنسبة 30% في الربع الأول من السنة الحالية .
وكان المختبر قد أكد أنه لن يتمكن من تسليم سوى “ربع” الجرعات التي وعد بها الاتحاد الأوروبي بسبب “انخفاض في أنتاج” أحد مصانعه في أوروبا ، إلا أن الاتحاد الأوروبي اتهم المختبر بأنه أعطى الأفضلية للمملكة المتحدة على حساب التزامات تعاقدية مع بروكسل ، ما دفع بالأخيرة لإعلان تغيير استراتيجيتها لحملة التلقيح المبكرة ضدّ كوفيد 19.
وهذا إن دل على شيء فهو يدل على النتائج الفاشلة التي وصلت إليها محادثات بريكست بين دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ، كما أنه يفضح مستور العلاقات المتوترة بين الطرفين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، والتصريحات التي تطلقها بين الحين والآخر والتي يعتبرها البعض بأنها توسع الشرخ بين الطرفين .
ووعد مختبر بايونتيك الألماني الاثنين تسليم الاتحاد الأوروبي ما يصل إلى 75 مليون جرعة إضافية من لقاحه في الربع الثاني من السنة ، أما بريطانيا فقد عمدت للتوجه نحو خيار اللقاح الفرنسي / النمساوي لتدعم أعداد الملقحين على أراضيها ، وذلك من خلال شراء 40 مليون جرعة إضافية من اللقاح الذي تطوره شركة فالنيفا الفرنسية / النمساوية لعام 2022 ، ليصل بذلك عدد الجرعات التي ستحصل عليها منها إلى 100 مليون .
وعلى وقع التخبط الأوروبي بدأت بريطانيا اليوم حملة فحص في المنازل تشمل 80 ألف نسمة في محاولة لوقف انتشار سلالة جديدة شديدة العدوى من فيروس كورونا المستجد يطلق عليها سلالة جنوب أفريقيا ، فيما استمرت دول أخرى كثيرة في العالم بتشديد التدابير ولاسيما على صعيد التنقل والسفر لمكافحة الجائحة التي تسببت بوفاة أكثر من 2,2 مليون شخص في العالم حتى الآن