الثورة أون لاين – إخلاص علي:
بدأت ظاهرة التّنمر تنتشر وبكثرة في الآونة الأخيرة فهي واحدة من المشاكل العديدة التي يواجهها أطفالنا والتي من الممكن أن تسبب لهم الكثير من المشاعر المختلطة كالخوف والحزن والوحدة.
حيث يمكن أن يتعرّض الطفل لأذى جسدي أو معنوي عندما يُقدم المتنمّر على ضربه أو شتمه.
فلا يوجد طفل لم يتعرّض للإغاظة أو المضايقات من أخ أو صديق وهذا لايُعتبر شيئاً ضارّاً إذا تمّ بطريقة تتّسم بالدعابة والود المتبادل.
صالح طفلٌ في العاشرة من عمره وأحد ضحايا التنمّر فهو حسب رأي معلميه طالب نجيب ومهذّب يحب الخير والتعاون مع أصدقائه ولا يؤذي أحداً لكنه ينتمي لأسرة فقيرة حيث يعمل والده مستخدماً في المدرسة التي يدرس فيها. وكثيراً ما يتعرّض للسخريّة من أقرانه بمناداته “ببعض الألفاظ الجارحة” ويستهزئون من ملابسه القديمة وحذائه البالي فلا يكون منه غير البكاء والحزن من معاملة أصدقائه له.
محمد أيضاً من الأطفال الذين عانوا من التنمّر حيث يطلق عليه رفاقه لقب صاحب العيون الأربعة لارتدائه نظارة طبيّة نتيجة ضعف النظر لديه. وفي هذا السياق حدّثتنا والدته عن الحالة التي يعود بها من مدرسته وهو حزين من سخرية واستهزاء زملائه منه
وعن تداعيات هذا الموضوع كان لنا هذه الوقفة مع الاختصاصي الاجتماعيّ عيسى سلامة حيث قال:
إن التّنمّر شكل من أشكال العنف والإساءة يكون موجهاً إلى شخص سواء بدنياً أن نفسياً ، وقد يُمارَس التّنمر في أكثر من مكان كالمدرسة والعمل ، ما ينعكس بشكل سلبي على الأفراد المتعرّضين له ويسبب لهم مشاكل نفسية وعاطفية على المدى الطويل
ومن أهم أسبابه أيضاً أن الشخص قد يعيش ظروفاً أسرية أو مادية أو اجتماعية معينة وأحياناً قد يعاني من نقص ما وتلك الأمور ستكون بدورها مسبباً لتحوّله إلى شخص مُتنمِّر
وعن معالجة هذه الظاهرة أضاف سلامة أنه يمكننا ذلك عن طريق العديد من الوسائل والإجراءات مثل: تعزيز ثقة الطفل بنفسه وتربيته تربية سليمة بعيدة عن العنف، ومراقبة الأبناء وسلوكياتهم منذ الصغر وبناء علاقة صداقة بين الأبناء وآبائهم ، وإيجاد جو عائلي دافئ يجمع بينهم.
فعلى الرّغم من أن الإنسان يخرج من رحم أمه نقيّاً صافياً على الفطرة إلا أنه مما يتشرّبه من أساليب العنف المجتمعي تصبح لديه هذه النزعة العدوانيّة فتؤثر بشكل كبير على تصرّفاته.