معاناة شديدة تعيشها قرى وبلدات ريف اللاذقية لتردّي خدماتها وتراجع سويتها بشكل عام من الطرق إلى الهاتف مروراً بالإنترنت، وصولاً إلى النقل ومياه الشرب وسواها من منغصات الحياة اليومية.
هذه النواحي بتفاصيل كل منها قد تكون محلاً لنقاش لا ينتهي لجهة توفر الحجة لتردّي واقع كل خدمة منها، فالنقل قد يكون المازوت غير المتوفر سبباً له، والإنترنت يمكن أن يكون القرش قد جاع وقضم من الكابل الواصل إلى سورية، أما الطرق والفوالق الموجودة في طرقاتها-هذا إن كان القميص الإسفلتي موجوداً أصلاً- فحجتها الأمطار الغزيرة التي تهطل والتي تخلخل البنية “الزفتيّة” للطريق “الممتاز”!!.
ولكن وبواقعية فإن الصورة بإجماليها لا تطاق وتعكس تراخياً غير مبرر من كل الجهات الخدمية في المحافظة، الأمر الذي يدفع لسؤال ملحّ عما يشغل هذه الجهات طوال العام؟.
خلال عقود شقّت الدولة الطرقات والدروب في طول الأرياف وعرضها ولم تترك قرية أو مزرعة إلا وربطتها عبر الطرق بالمجتمع المحيط بها، أما اليوم فجزء من شبكة الطرق هذه في محافظة اللاذقية بات في حكم الزائل لعدم صيانته أو ترميمه، وعلى هذا الأمر يمكن قياس أمور أخرى في محافظة ريفية تشكّل الطرقات فيها عصب الحياة والشريان الوحيد الضامن لهذه الحياة..!!.
ليست الحياة كلها اجتماعات وتوصيات بل هناك نواحٍ أخرى كأن يشرب المواطن وهو مطمئن من مياه الشرب دون أدنى خوف من عدوى التهاب الكبد الوبائي أو الفيروسي أو أي عدوى أخرى، ما يعني وبعبارة أخرى: إن كان كل ما سبق غائب بشكل تام أو موجود ترقيعاً… فما الذي يشغل الجهات التنفيذية في المحافظة؟.
أما مياه الشرب فقصتها ملحميّة إذ تفتقر الكثير من قرى وبلدات المحافظة الأعلى هطولاً مطرياً في سورية لمياه الشرب بشكل يومي، ويقتصر الأمر على ساعات ضخ محددة في أيام محددة.. هذا إن لم يطرأ جديد كتعطّل مضخة أو غيرها من الحجج المنطقية.
لا شك أن محافظة اللاذقية تحتاج وتستحق خدمات أفضل مما هو عليه الواقع حالياً.. وللفت النظر فإن الخدمات أساساً كانت متردية.. فما حالها بعد أن بات عدد سكانها أكثر بمثلين أو ثلاثة عما كان عليه قبل الحرب العدوانية بسبب احتضانها للمهجرين من عدة محافظات؟.
الكنز- مازن جلال خيربك