بين شعاري (أميركا اولاً) لترامب… و(أميركا عادت) لبايدن.. لايبدو أن الخطاب السياسي الأميركي الخارجي سيتغير حتى من حيث ديكور البيت الأبيض بقاطنه الجديد جوبايدن.. ليس فقط لأن سطور الرئيس الأميركي الجديد في خطاب السياسة الخارجية بدت كمن يجري جراحة تجميل لجثة (ديمقراطية) متنفخة بل لأن الخطاب السياسي لأي رئيس أميركي لايعبر عن النيات الحقيقية فعلاً لواشنطن.. فالإستراتيجية الأميركية ثابته ولكلّ رئيس أميركي دور في تحقيق أهدافها المرحلية..
دور ترامب كان واضحاً، بأن تنسحب واشنطن من كلّ الالتزامات والاتفاقات وتمرر لإسرائيل ما لم تتمكن يوماً من الوصول إليه في وأد عملية السلام وإعلان صفقة القرن وهذا تتطلبه شخصية ترامب الفجة والمنفلته.. ثم يأتينا بايدن بشخصيته الليبرالية والتي تخفي التوحش الأميركي تحت ستار الدبلوماسية وعودة واشنطن إلى الاتفاقات والالتزامات لكن من حيث انتهى ترامب وعلى الواقع الذي تركه وبالشروط التي تريدها الدولة العميقة في واشنطن واللوبي الصهيوني..
أميركا عادت.. ولكن بعدما حقق ترامب ما تريده إسرائيل من تطبيع وتصعيد في المنطقة، ويأتي بايدن للمحافظة على كلّ ماتحقق وارتداء ثوب (المخلص الأميركي)مجدداً، الذي يلبسه كلّ رئيس أميركي يدخل البيت الأبيض.. مع بعض التعويذات التي يقدمها، فمثلاً بايدن دعا لوقف توريد أسلحة الحرب على اليمن، وعلى اليمنيين الانتباه.. ليس حباً بهم، بل هو ابتزاز جديد للخليج والسعودية، ولو كان جاداً لأوقف كلّ الحروب في المنطقة والتي أشعلها ترامب ومن قبله أوباما (الديمقراطي) ومن قبله بوش ومن قبلهم الكثير من رؤساء الولاء الأميركي لإسرائيل.. ولن يصلح بايدن ما أفسدته الدولة العميقة الأميركية وليبراليتها المتوحشة في المنطقة والعالم.. بل سيحمل تركة الفيل الجمهوري- حزب ترامب -على ظهر الحمار الديمقراطي.
البقعة الساخنة -عزة شتيوي