ماذا يعني أن يدعو الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إحلال السلام في اليمن، ووقف كلّ الدعم العسكري الأميركي في الحرب التي تشنها مملكة آل سعود ضد الشعب اليمني منذ ست سنوات؛ وهل يمكن تجزئة إحلال السلام بين منطقة وأخرى، بما يجيز للإدارة الأميركية أن تحمل غصن زيتون في اليمن(وهذا ما نتمناه)؛ وبندقية في سورية والعراق؟! وهل دعوة بايدن هدفها فعلاً إنقاذ اليمن وشعبه من إجرام آل سعود؛ أم أن وراء الأكمة ما وراءها.
من الواضح أن كلام بايدن تجاه اليمن والعدوان عليها؛ يحمل في طياته الكثير من الغموض؛ والأسئلة، حيث ترك الباب مفتوحاً لدخول الشيطان في التفاصيل والتفسيرات حينما قال:(تواجه المملكة العربية السعودية هجمات صاروخية وهجمات أخرى(…) سنساعد المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أراضيها وشعبها)؛ دون أن يذكر سبب تلك (الهجمات) وأنها دفاعاً عن أرض اليمن ورداً على العدوان السعودي؛ تاركاً تفسير تلك الكلمة (هجمات) لأهواء أعداء اليمن؛ وبما يناسب سياسة بلاده في المنطقة؛ وإمكانية اتخاذها حصان طروادة للدخول في قضايا أخرى في المنطقة؛ وفي ملفات بعيدة كلّ البعد عن اليمن؛ سواء في إيران أم سورية أم العراق.
من الواضح أن دعوة بايدن في اليمن تحمل في مضمونها تكتيكاً جديداً من العبث الأميركي في المنطقة؛ بما يوصل إلى تحقيق أهداف استراتيجية؛ واستغلالها كطاولة مفاوضات إزاء قضايا فشل بالحصول عليها في أرض الميدان العسكري في المنطقة؛ فمن يريد رسم صورة له على أنه راع للسلام؛ لا يقوم بتجزئة ميادين الحرب؛ ولا يعمل على تعزيز قواته المحتله في سورية؛ حيث ترافق إعلانه بخصوص اليمن مع دخول قوات أميركيه محتلة إضافية إلى منطقة الشدادي في محافظة الحسكة السورية.
عبر التاريخ كان إنهاء الحروب بقرار مباشر وفوري؛ وليس بخطابات المنابر، وأسواق المبازرة؛ كما أن جمع الصيف والشتاء على سطح واحد أمر مستحيل؛ سوف يبقى قرار بايدن صرخة في واد طالما أصر على التكلم بلسانين؛ واحد عن سورية وآخر عن اليمن وسواها، وتبقى جميع الشكوك والتساؤلات مشروعه.
حدث وتعليق- منذر عيد
Moon.eid70@ gmail.com