ما بين الازدحام على الأفران وتلاعب المعتمدين تستمر معاناة المواطنين في الحصول على رغيف الخبز رغم ما صدر من تعليمات وإجراءات وآليات تم اعتمادها على أمل حل هذه المشكلة..
فبينما تبدو تلك التعليمات على أنها جاءت للحد من استغلال البعض للقمة عيش المواطن، إلا أنها وللأسف بدت كأنها جاءت لتعزز وتدعم سلوكهم غير القانوني في بيع مادة مدعومة من قبل الدولة، وتعود على المواطن بنتائج سلبية وتزيد من معاناته وتصعب عليه مهمة حصوله على رغيفه اليومي.
فمنذ أن تم اعتماد البطاقة الإلكترونية في شراء الخبز قيل إن النتائج ستكون جيدة في الحد من الهدر والسرقات، وإيقاف استغلال المواطنين والحد من انتشار أسواق الخبز السوداء، لكن إلى اليوم ما زلنا نشهد مظاهر بيع الخبز في وضح النهار وعلى أبواب الأفران بأسعار سوداء تصل إلى سبعة أضعاف سعر الربطة المدعومة.
وحتى تجربة المعتمدين لم تسهم في التخفيف من حالات استغلال المواطنين، حيث تجد بعض هؤلاء يسرقون مخصصات المواطن علناً ويعطونه نصف الكمية المخصصة بحجة أن بعض العاملين في الأفران يفرضون عليهم (أتاوة) قبل أن يسلموهم كميات الخبز المحددة لكل منهم في رخصته..
واليوم لم نلحظ للقرار الأخير بتحديد البيع ببطاقة واحدة لكل مواطن أي أثر في التخفيف من الاستغلال الواقع على المواطنين، لا بل على العكس فقد ارتفع سعر الربطة في السوق السوداء ليصل إلى ألف ليرة عند بعض الأفران، فالقرار لم يضيق على الباعة المستغلين، وإنما ضيق على المواطنين وخاصة للحالات الخاصة التي لا يكون فيها صاحب البطاقة قادراً على الذهاب إلى الأفران كأن يكون مسناً أو عاجزاً أو مريضاً أو غيرها من الحالات..
ما نود قوله إن بعض القرارات التي تظهر وكأنها جاءت لتحل مشكلة يعاني منها المواطن، يكون لها أثر سلبي واضح على المواطن، وإن كان المعنيون جادين فعلاً في حل مشكلة الخبز فمن باب أولى إعادة النظر بالآليات المتبعة، وإيجاد حلول لمشكلة تلاعب بعض العاملين في الأفران الذين يتعاونون مع باعة الخبز، والذين يسهلون لهم الحصول على كميات كبيرة تخرج من الأبواب الخلفية وأحياناً من الأبواب الرئيسية وعلى مرأى ومسمع كل المواطنين المنتظرين على الدور..
فمن غير المقبول أن يبقى المواطن يتحمل عجز الجهات المعنية عن وضع حد لهذه الفئة الطفيلية التي تعيش على استغلال المواطنين، فتأتي القرارات والإجراءات لتزيد من معاناته والتضييق عليه بحجة أنها جاءت للحد من تلاعب المستغلين والمتاجرين الذين يسرقون أموال الدولة التي تدعم بها رغيف المواطن يومياً..
حديث الناس- محمود ديبو