الثورة أون لاين – فاتن أحمد دعبول:
مسيرة حافلة بالمقاومة والتطور الحضاري
” في الذكرى 42 لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية التي قادها الإمام الخميني .. أقامت المستشارية الإيرانية ندوة فكرية حملت عنوان”اثنان وأربعون عاماً من المقاومة والتطور العلمي والحضاري” توقف خلالها جواد تركابادي سفير إيران في دمشق عند أهم أهداف الثورة وهي إحياء الهوية التي تنتمي للحضارة العريقة ، وذلك بتكريس مفهوم العلم والتطور الحضاري ، هذا إلى جانب الانتصار للقضية الفلسطينية التي تعتبر قضية جوهرية ..
وأضاف : تأتي هذه المناسبة المباركة لنؤكد على أمرين اثنين ، الأول هو تكريس المقاومة لتثبيت الوجود ، والأمر الثاني تثبيت معاني القوة على الأرض ، وهذا يتحقق من خلال التزامنا بالقيادة ونهجها وتعاليمها ، والوقوف إلى جانب القضايا التي نراها محقة ، ومواجهة تحديات من الغزو الثقافي والفكري والعلمي والاقتصادي تحاول استهداف المنطقة .
وبيَّن د. سيد حميد رضا عصمتي المستشار الثقافي أن انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 يعني أنها وضعت في سلم أولوياتها الارتقاء بأهدافها في إيجاد عالم ثقافي عبر توسيع نطاق التواصل الثقافي مع مختلف شعوب العالم لإعمار الأرض والارتقاء بالعلوم في المجالات كافة .
وأوضح أن من العوامل الأساسية للتقدم الاعتزاز بالهوية الثقافية التي ننتمي إليها ، ومواجهة الغزو الخارجي بكافة أشكاله ولاسيما الإعلام الغربي المسيطر عليه ممن يسعون لتشويه إيران والثورة الإسلامية لدى الرأي العام ، هذا إلى جانب التأكيد على مبادئها الأصيلة في رفضها لكل أنواع الظلم والهيمنة الاستكبارية ووقوفها إلى جانب محور المقاومة في العالم ونصرة المظلومين .
وتوقف د. خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عند أهم الإنجازات التي حققتها الثورة الإسلامية الإيرانية وقال :
إن ماقدمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية لفلسطين شكل قاعدة راسخة بعد الانهيار الذي حصل في اتفاقيات كامب ديفيد منذ اللحظة الاولى لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية ، والتزامها عبر مراسيم وقوانين سنها مجلس الشورى الإسلامي والحكومة الإيرانية لدعم القضية الفلسطينية ، ودعمها في المحافل الدولية والفعاليات السياسية التي تقوم بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية .
هذا إلى جانب الدعم اللوجستي للانتفاضات الفلسطينية الأولى والثانية والمساهمة في عرقلة وتعثر المشروع الأمريكي والصهيوني الرجعي الذي يسعى إلى تصفية الحقوق الفلسطينية ، فالترابط مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية شكل قاعدة جديدة في إفشال المخطط الذي تستهدفه قوى الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني .
كما تناول د. زهير صندوق عميد كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة دمشق جانب التطور العلمي والحضاري والقفزة النوعية التي اعتمدت على قاعدة سنها الإمام الخميني” إن العلم موهبة إلهية ، وإن أكبر جحود لهذه الموهبة الكبيرة هو أن يقوم جيل أو شعب أو جماعة معينة بتوظيف هذا العلم في زمن من الأزمان لخدمة الظلم والطغيان وتدمير القيم الإنسانية” والاعتماد في هذا التطور على دوائر أربع” القيم ، المعارف ، المعلومات ، الواقع”
وأوضح أن منهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية يتميز بالتفرد ، ويعتمد على البناء المعرفي ، وعلى المعارف تبنى التطبيقات من أجل رضا الله وإسعاد الناس ومد يد العون إلى المستضعفين ، حيث أضاف البعد الرباني في قضية التطور ليكون ابعد مايكون عن الخطيئة .
وبيَّن د. محمد البحيصي أن الثورة الإسلامية شكلت تحولاً كاملاً في المجتمع والدولة ، واشتقت لنفسها خطاً جديداً إسلامياً ماتطلب امتلاك الأدوات الخاصة على صعيد البعد الثقافي والفكري والعلمي والأخلاقي ، لتشق طريقها رغم الحصار والحرب المفروضة عليها وكل أشكال الطغيان الأمريكي .
وأكد بدوره أنها استطاعت أن تسجل لنفسها حضوراً متميزاً في المواقع الأولى على الصعد كافة ، وتحقق النجاح والانتصار في ميادين الحياة على اختلاف تنوعها وأبعادها .
وفي ختام الندوة أكد د. تامر مصطفى رئيس تحرير مجلة الثقافة الإسلامية على ضرورة تكاتف الجهود والتوحد لمواجهة العقبات التي يضعها العدو ومقاومة الهجمات الاستكبارية التي تقودها أمريكا ، لتشكل قوة لايستطيع احد النيل من حقوقنا وكرامتنا