الثورة اون لاين-بيداء قطليش:
لا يزال فيروس كورونا الذي ضرب العالم وحصد آلاف الأرواح من البشر، يشعل فتيل الاتهامات بتحمل مسؤولية انتشاره، فبعد مداهمة الفيروس وبصورة غير مسبوقة العديد من دول الولايات المتحدة الأميركية، وفشل الإدارة الأميركية في التصدي لفيروس كورونا المستجد، وعدم قدرتها على مواجهة تداعياته والحد من انتشاره بعدما حصد أرواح عشرات الآلاف من الشعب الأميركي، عادت الإدارة الأميركية مجددا للعب على وتر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بتوجيه أصابع الاتهام نحو الصين، ولكن محاولاتها تلك باءت بالفشل، ودفعت خبيرا في بعثة منظمة الصحة العالمية إلى الصين التي حققت في منشأ فيروس كورونا إلى التشكيك في صحة المعلومات الأميركية حول الوباء.
وبعد مهمة استمرت أربعة أسابيع في ووهان التي كانت في بادىء الأمر بؤرة وباء كوفيد-19، أكد خبراء منظمة الصحة العالمية أنهم لم يتمكنوا من تحقيق استنتاجات ملموسة بشأن منشأ الفيروس، واعتبرت المنظمة أنه من “المستبعد للغاية” أن يكون الفيروس قد تسرب من مختبر في المدينة الواقعة وسط الصين، وهي فرضية دعمتها الولايات المتحدة في وقت من الأوقات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس: “بدلا من القفز إلى استنتاجات دافعها أي شيء سوى العلم، نريد أن نرى إلى أين تقودنا البيانات، والعلم، وسنبني استنتاجاتنا على ذلك الأساس”، فيما رد الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وين بن أمام الصحافة في سياق تعليقه على موقف واشنطن، بأن بلاده ستواصل التعاون مع منظمة الصحة العالمية بشكل “منفتح وشفاف”.
ودعا واشنطن إلى القيام بالمثل، معربا عن أمله في أن يتمكن خبراء منظمة الصحة من التوجه بدورهم إلى الولايات المتحدة لإلقاء الضوء على مصدر الوباء.
وفي الوقت الذي لاتزال فيه الشكوك حول نشأة فيروس كورونا الذي ضرب العالم محور اهتمام المنظومة الطبية العالمية، دعت منظمة الصحة العالمية إلى إجراء مزيد من البحوث حول مرض “كوفيد طويل الأمد” والاهتمام بالذين يعانون منه وتأهيلهم.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنه مع تحول الاهتمام إلى حملات التلقيح، “لا ينبغي إهمال كوفيد طويل الأمد”.
وحذرت الطبيبة البريطانية غايل كارسون، العاملة في الاتحاد الدولي للعدوى التنفسية الحادّة، من أنّ “كوفيد طويل الأمد يمكن أن يصبح جائحة فوق الجائحة”.
وتشير الدراسات إلى أن حالة واحدة من كل 10 قد تعاني من أعراض طويلة الأمد بعد شهر من الإصابة، ما يعني أن الملايين معرضون للمعاناة من مرض ” كوفيد طويل الأمد” المستمر.