الثورة أون لاين – ريم صالح:
هل هو الاستبداد يضرب أطنابه ليصل إلى مستويات قياسية؟!.. أم أنها المزيد من البلطجة والدموية ينتهجها رئيس نظام الانتهازية الإخواني رجب أردوغان بحق شعبه، وتحديداً طلاب الجامعات منهم؟!.
المشهد التركي يشي بالكثير اليوم الذي يشير بشكل أو بآخر إلى أن البلاد باتت على فوهة بركان، وقد يكون القادم أكثر قتامة وسوداوية، وإلا كيف لنا أن نفسر صور القمع، والاعتقالات الوحشية، والحواجز الحديدية في الشوارع، وأمام مدخل جامعة “البوسفور بوغازيتشي” في اسطنبول؟!، بل وما معنى استخدام قوات الأمن التركية قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي لتفريق تجمعات احتجاجية في اسطنبول، وأنقرة، وإزمير، واعتقالها لأكثر من 500 متظاهر مؤخراً؟! لماذا يصر أردوغان على مجابهة شعبه بلغة الحديد والنار؟!.
أصوات المواطنين الأتراك بدأت تعلو أكثر فأكثر، واحتجاجاتهم حتى اليوم لم تهدأ، وتحديداً طلاب الجامعات، فالوضع الاقتصادي بسبب سياسات أردوغان وعصابته الفاسدة حسب رأيهم سيء جداً، كما أن الضغوط المتزايدة التي يفرضها هذا النظام المستبد على الحريات الفردية للأتراك بات أمراً غير مقبول، فهناك من يوضع خلف القضبان بسبب تغريدة، أو رأي مناهض لسياسات أردوغان، أو حتى بسبب وجهة نظر تطالب بإصلاحات معينة.
ويبقى المثير للغرابة أنه في تركيا أيضاً يعامل رجال العصابات والمافيات كالأمراء، فيما قتلة الأطفال والنساء يفلتون من العقاب، الأمر الذي يؤكد بأن رأس النظام العثماني أردوغان ينتهج ثقافة البلطجة والعربدة في كل سياساته خارجياً وحتى داخلياً.
بعض الشباب التركي كان مخدوعاً بما يسوقه أردوغان من شعارات عريضة، وعبارات خلبية، ولكن سرعان ما اتضحت الرؤية لديهم، وكان تعيينه لأحد الموالين لحزبه رئيساً لجامعة البوسفور مع أنه متهم بسرقة أدبية، هو القشة التي قصمت ظهر البعير لكثير من الشباب الذين آمنوا بأردوغان، فإذا به صورة مغايرة تماماً لتلك الصورة التي نسجوها في مخيلتهم عنه.
من هنا كانت بداية الاحتجاجات الطلابية، وكان رد أردوغان وقوات نظامه هو شيطنة المتظاهرين، وإسكاتهم بأي وسيلة كانت، مهما كانت استبدادية، أو اجرامية، لدرجة أنه وصفهم بأنهم أدوات في أيدي الإرهابيين والقوى الغربية، متناسياً مطالبهم الحقيقية، والسبب الرئيسي وراء احتجاجاتهم هذه.
ويبقى السؤال هل سيستمر أردوغان في بلطجته هذه إلى ما لا نهاية؟!، وهل البلاد ماضية إلى المجهول والمزيد من الدماء والاعتقالات والخراب؟! أم أن الشعب التركي سيرضخ أخيراً لسلطان الاستبداد عملاً بالمثل القائل”العين لا تقاوم المخرز”؟!.
اللافت هنا هو الموقف الدولي، فلو كانت هذه الاحتجاجات الطلابية وما قوبلت به من مواجهة شرسة، قوامها الاعتقالات، والعنف اللا محدود، جرت في دولة أخرى مناهضة للسياسة الأمريكية، والمصالح الإسرائيلية والغربية، لوجدنا أن هذا المجتمع الدولي، بهيئاته ومجالسه أقام الدنيا ولم يقعدها، ولكن الحال هنا مختلف، فالقاتل هو حامي ومنفذ الأجندات الأمريكية والصهيونية، لذلك لم ولن نسمع حساً لأحد، ففي العرف الغربي المصلحة هي من تحكم، والمصالح تبقى في سلم الأولويات أولاً وأخيراً.