الثورة أون لاين -علاء الدين محمد:
تنتظم في مجموعة (وشي )الشعرية مكونات الكلام الشعري وتبث في ممكناتها حيوات فنية جمالية ذات أثر يصل نار الشاعر التي كانت بماء الكلام في شعرية القصيدة على منازل ليست متساوية ،وفي مراتب متعددة ،في المعجم على تنوع ألوانه ،وفي الإيقاع على تعدد أشكاله ،وفي التصوير على اختلاف أساليبه ، وفي التركيب على كثرة أنواعه ، وفي البناء المتعدد الأشكال، بما جعل المعنى الشعري في المحصلة الأخيرة منتمياً لإحساس النار بما تُصنع من ماء ، فليس عبثاً أن يكون الماء من بني النار ،وتلك بنوّةٌ تبعث الشعري فيها على العجب لأنها مدار تفوق الشعراء وتباين طبقاتهم وتعددها.
كتاب جديد صدر عن دار تموز (ديموزي) تحت عنوان (شعرية الوشي ) ..قراءة في ممكنات الأداء الشعري للكاتب الدكتور رحمن غركان ..الذي قدم من خلاله قراءة نقدية للمجموعة الشعرية (وشي )للشاعر علي النمر ،والتي ضمت واحداً وأربعين نصاً شعرياً توزعت بين قصائد ذات أشكال بنائية متعددة . فهناك قصائد متوسطة الطول وأخرى قصيرة ،وهناك مقاطع شعرية إلى الإيجاز الشعري أقرب منها إلى الإفاضة بالبوح .. مساحة وتأويل معان ..وهناك نتف شعرية من بيتين أو ثلاثة إلى شعر الومضة والموقف اللافت .
وبين الدكتور غركان أن في هذه المجموعة شعرية تتعدد ألوانها ، وتتباين منظوراتها ويتسع زخرفها في المعجم وفي الإيقاع، وفي الصورة ،وفي التراكيب ،وفي البناء ،وفي المعنى الشعري . وإذا جعل كلمة (وشي ) عنواناً فإنما أراد لعتبة العنونة أن تكون لسائر عتبات المجموعة وممكنتها الشعرية عامة .
ورأى الدكتور غركان ان العنونة بمجموعة( وشي ) تحيل ذاكرة المتلقي دلاليا إلى ذلك التعدد والتلوين والتكثيف ،وكل مايتيح وعي الشاعر لكلامه في أن يتزين به ويتنفس من خلاله لأجل أن يكون قاصدا مؤثرا ،يأخذ من ذاكرة التلقي أبعاد فهم تنتمي إلى مراد الشاعر الذي اكتسب كلامه إثر ذلك ممكنات تأثير ومجسات لفت انتباه ،وعناصر تنقل الكلام من ماضي القول إلى حاضر الفعل.