الثورة أون لاين – أدمون الشدايدة:
ما زالت الدول الأوروبية تدق ناقوس الخطر في ظل استمرار فشلها في التصدي لوباء كورونا وظهور نسخ متحورة من الوباء القاتل معلنة عن إجراءات ومساعٍ أكثر صرامة لمواجهة السلالة الجديدة والحيلولة دون وقوع كوارث أخرى، لا سيما وأن ذلك الفيروس قد تمكن من رسم حدود يمنع اجتيازها بين دول الاتحاد الأوروبي، حيث فرضت عشر دول أعضاء في الاتحاد قيوداً عند حدودها.
ومن بين هذه الدول، بلجيكا التي تمنع السفر غير الضروري وألمانيا التي تفرض قيوداً على عبور حدودها من تشيكيا وسلوفاكيا ومقاطعة تيرول النمسوية.
ورغم القيود المفروضة على التنقل بطريقة غير منسقة والاختلافات الكبيرة حول جواز السفر اللقاحي والتي كانت محط انتقاد من قبل المفوضية الأوروبية، يحاول القادة الأوروبيون التوصل إلى استراتيجية مشتركة حيال التهديد الذي تطرحه النسخ المتحورة من الفيروس، وذلك خلال قمة يعقدها عبر الفضاء الافتراضي.
ووفقاً لمشروع التوصيات النهائية وفق ما ذكرته وكالة فرانس برس، فإن القادة الأوروبيون يريدون إعادة التأكيد على ضمان تدفق السلع والخدمات من دون أي عوائق داخل السوق الموحدة.
ولا يتوقع اتخاذ أي قرار بشأن شهادة التلقيح الأوروبية الهادفة إلى تسهيل السفر داخل الاتحاد الأوروبي على ما أفادت مصادر مختلفة خصوصاً وأن حملات التلقيح تبقى بطيئة بسبب مشاكل تسليم الجرعات من المختبرات، مع أن بروكسل تتوقع تطعيم 70% من البالغين في الاتحاد الأوروبي بحلول منتصف أيلول.
وبين مؤيد لشهادة التلقيح كاليونان ومتخوف منها كباريس وألمانيا، يظهر جلياً التوتر الكبير الذي يعصف بالدول الأوروبية والتي يسعى كل منها إلى ضمان أمن بلاده بعيداً عن الحماية المشتركة لدول الاتحاد والذي تفرضها قوانين الاتحاد الأوروبي.
وتدعو اليونان خصوصاً إلى اعتماد اللقاح بشكل سريع في حين تعرب باريس وبرلين عن قلقها من احتمال أن يوسع الهوة بين أقلية محظية والآخرين.
في غضون ذلك وفي ظل سعي بعض الدول حول العالم للتخفيف من القيود والإجراءات المضادة لكورونا دعت منظمة الصحة العالمية جميع الدول إلى التعامل مع فيروس كورونا كوباء طويل الأمد ومنحه أهمية قصوى من جميع السلطات الصحية في كل أنحاء العالم.