الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
في اجتماعهم الأول بعد انتخاب جو بايدن كشف وزراء دفاع الناتو قبل أيام عن الكثير من خططهم العدائية تجاه العالم، فالحلف الذي تأسس منذ 75 عامًا مازال مستمرا حتى يومنا هذا بالرغم من إخفاقاته العسكرية في أفغانستان وليبيا بالبحث عن مغامرات عسكرية تتجلى بمعاداة دول قوية مثل روسيا والصين.
تأسس الحلف عام 1949 من الولايات المتحدة و 11 دولة غربية أخرى لمواجهة الاتحاد السوفييتي القوة العظمى في العالم آنذاك، وتوسع ليشمل معظم دول أوروبا، وفي جعبة هذا الحلف تاريخ دموي حافل بالمصائب والجرائم وانتهاك حقوق الإنسان من خلال شن حروب غير قانونية بحق الدول الآمنة وقصف المدنيين وجرائم، فهاجم ليبيا في عام 2011 ، وبحسب مفهوم الحلف فإن أي حرب أمريكية محتملة مع الاتحاد السوفييتي أو روسيا ستضع الأوروبيين دائمًا في الخطوط الأمامية مباشرة كمقاتلين وضحايا، وتتمثل الوظيفة الأساسية للناتو في ضمان استمرار دول أوروبا في لعب هذه الأدوار المحددة في خطط الحرب الأمريكية غير الشرعية وغير المبررة، كما يشرح مايكل كلار في تقريره السنوي عن حلف شمال الأطلسي قائلا: إن كل خطوة تتخذها الولايات المتحدة مع الناتو “تهدف إلى دمجها في خطط الولايات المتحدة لمحاربة الصين وروسيا. ويتساءل مايكل كلار كيف يشعر الأوروبيون حيال دورهم في خطط الحرب الأمريكية؟، وزجهم من قبل الولايات المتحدة في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
وبحسب التقرير فقد أجرى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية مؤخرًا استطلاعًا متعمقًا في عشر دول من دول الناتو، وكشف هذا الاستطلاع أن الغالبية العظمى من الأوروبيين لا يريدون أي دور في حرب أمريكية محتملة مع روسيا أو الصين ويريدون البقاء على الحياد، فقط 22٪ يؤيدون الانحياز إلى الجانب الأمريكي في حرب مع الصين و 23٪ في حرب محتملة مع روسيا.
لذا فإن الرأي العام الأوروبي على خلاف تام مع دور الناتو في مخططات الحروب الأمريكية، وفيما يتعلق بالعلاقات عبر الأطلسي بشكل عام، فترى الأغلبية في معظم الدول الأوروبية أن النظام السياسي الأمريكي محطم وأن سياسات بلدانهم هي في شكل أفضل إذا هم ابتعدوا عن السياسة الأمريكية، ويعتقد 59٪ من الأوروبيين أن الصين ستكون أقوى من الولايات المتحدة في غضون عقد من الزمن، ويرى معظمهم في ألمانيا شريكًا وزعيماً دولياً أكثر أهمية من الولايات المتحدة، و 17٪ فقط من الأوروبيين يريدون علاقات اقتصادية وثيقة مع الولايات المتحدة، في حين إن أقل من 10٪ من الفرنسيين والألمان يعتقدون أن بلادهم بحاجة إلى مساعدة امريكيا في أمور الدفاع، ولم يغير انتخاب بايدن آراء الأوروبيين كثيرًا حول هذا الموضوع وعلاقة أوروبا بحلف الناتو, وهناك أيضًا معارضة بين الأوروبيين حول مطالبة الناتو بأن ينفق الأعضاء 2 في المائة من إجمالي إنتاجهم المحلي على الدفاع خاصة بعد أزمة كورونا.
إن الانقسام في أوروبا اليوم تجاه روسيا والصين والمصالح الاقتصادية لأوروبا مع هاتين الدولتين العملاقتين هو أعمق من مجرد الإنفاق العسكري ومن حلف الناتو, فبينما تنظر الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى روسيا والصين نظرة عدائية، فإن الشركات الأوروبية تعتبرهما شريكين رئيسيين في إنعاش الاقتصاد الأوروبي، حيث حلت الصين محل الولايات المتحدة باعتبارها الشريك التجاري الأول للاتحاد الأوروبي، وفي نهاية عام 2020، أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقية استثمار شاملة مع الصين، على الرغم من مخاوف الولايات المتحدة، وتتمتع الدول الأوروبية أيضًا بعلاقات اقتصادية جيدة مع الصين وروسيا.
بقلم: ميديا بنيامين، نيكولاس ديفيز
عن موقع
Information clearing house