الثورة أون لاين – تحقيق جهاد الزعبي:
كثفت غرفة تجارة درعا ومجلس المدينة بالتعاون مع المحافظة عمليات إعادة تأهيل وصيانة الأسواق التجارية وسط المدينة والتي طالتها الأضرار بشكل كبير نتيجة الحرب العدوانية على سورية والممارسات الإرهابية لأدوات الغرب المأجورة، حيث بدا واضحاً إصرار الجهات المعنية على إنعاش تلك الأسواق بحقن إسعافية وإعادة الحياة إليها.
تكاليف الإصلاح كاوية..
بعض التجار وأصحاب المحال أكدوا لنا أن الأضرار بالأسواق والمحال كانت كبيرة جداً وأن معظم الأسواق الواقعة بالجهة الشرقية وساحة بصرى بحاجة لإزالة شبه كاملة بسبب الدمار الكبير الحاصل فيها وهذا الأمر يحتاج لأموال طائلة وليس لديهم الإمكانيات المادية لإجراء ذلك.
وبين آخرون أن هناك شركاء وورثة ومستثمرين في المحال والعقارات التجارية وقسم كبير منهم خارج القطر، وهذا الأمر يعوق عملية الصيانة وإعادة تأهيل تلك المحال خاصة وأن الأنظمة والقوانين تؤكد على موافقة البلدية والشركاء على أي عمليات إعادة صيانة أو بناء المحل التجاري وهذه عقبة أخرى تقف في وجه العمل.
تعزيل الركام..
يبدو للوهلة الأولى خلال زيارتك لمنطقة الحي التجاري وسط مدينة درعا أنك أمام ذلك الكم الهائل من الدمار وركام الأبنية والمحال التجارية بسبب الحرب الظالمة التي فرضتها قوى العدوان على سورية، فجميع الأسواق التجارية متهالكة ومتضررة وخارج الخدمة – كما أشار رئيس مجلس المدينة المهندس أمين العمري- مردفاً أنه وبعد عودة الأمان للمحافظة سعى مجلس المدينة لتعزيل الركام وتجهيز البنى التحتية بالتعاون مع المحافظة وغرفة التجارة وبعض المنظمات الدولية والخدمات الفنية من أجل تسهيل عودة عمل تلك الأسواق، وبالفعل تم إعادة سوق الشهداء للعمل ومعظم المحال التجارية فيه تمارس عملها حالياً كونه كان أقل ضرراً من باقي الأسواق، حيث بعثت الجولات الميدانية التي قام بها المحافظ في الأسواق برسالة واضحة أن هناك إصراراً كبيراً من الجهات المعنية على إعادة تأهيل تلك الأسواق وتفعيلها.
مشكلة الورثة والمستثمرين..
ونوه العمري أن الكثير من أصحاب المحال التجارية هم من الريف والكثير منهم خارج القطر وهناك شركاء وورثة ومستثمرين عدة في كل عقار، وهذا الأمر له تأثير على اتفاقهم في صيانة وتأهيل البناء التجاري، ما يؤخر عمليات الصيانة والاستثمار، لافتاً إلى أن هناك جهوداً كبيرة يتم بذلها من المحافظة لتنشيط الحركة التجارية وخاصة سوقي الحرير وعماش وسوق شارع هنانو وسوق الخضرة القديم وسوق الحامد مول وغيرها.
غرفة التجارة شريك مهم..
رئيس غرفة تجارة وصناعة درعا المهندس قاسم المسالمة لدى سؤالنا أفادنا أن الغرفة عملت جاهدة بالتعاون مع المحافظ ومجلس المدينة على إحياء الأسواق وترحيل الركام وفتح الطرقات وبالفعل تم إنجاز الكثير في هذا المجال ولكن حجم الأضرار كان كبيراً ويستدعي منا بذل المزيد من الجهود بالتعاون مع أصحاب المحال التجارية في المنطقة التجارية لإعادة بناء وتأهيل وصيانة محالهم وهذا يحتاج لأموال طائلة ورغم ذلك تم افتتاح سوق الشهداء وهو يعج بالحيوية حالياً.
ولفت المسالمة إلى أن المنطقة التجارية المحيطة بالكراج الغربي أصبحت بوضع ممتاز وهي تشهد حركة تجارية نشطة وتم افتتاح عشرات المحال التجارية والمطاعم.
وللخدمات دور..
وبذات السياق مدير الخدمات الفنية بدرعا المهندس كمال برمو أكد أن توجيهات المحافظة كانت تنصب نحو تكثيف الأعمال لتعزيل وترحيل الركام من أسواق مدينة درعا التجارية، وبالفعل تم ترحيل آلاف الأطنان من النفايات والركام والناتحة عن الأبنية والمحال التجارية المتضررة بواسطة آليات المديرية والدوائر الأخرى.
وأخيراً..
ونحن أمام هذا الواقع لا بد من إيجاد صيغة منصفة تساعد التجار الراغبين بصيانة وإعادة بناء ما دمرته الحرب العدوانية على سورية وأدواتها الإرهابية، وذلك من خلال تقديم المساعدة لهم عبر التعويض عن الأضرار والمنح والقروض المالية بدون فوائد وإعفائهم من الرسوم والضرائب ورخص البناء ووضع خطة تنموية إسعافية لإنعاش تلك الأسواق بالسرعة القصوى.