واشنطن وحرب التجويع

يتعرض الشعب السوري هذه الأيام لحرب تجويع ممنهجة تقودها الولايات المتحدة الأميركية عبر الحصار من جهة وعبر سرقة موارده الأساسية من قمح ونفط من جهة ثانية.
صحيح أن هذه الحرب لم تبدأ اليوم، لكنها تشتد قساوة وضراوة من خلال تضييق الحصار لخنق سورية عبر الضغط على عملتها الوطنية وضرب الاقتصاد في لبنان لمنع التعاملات المالية السورية مع أي من دول الجوار بهدف شلّ الاقتصاد ورفع الأسعار والتأثير على القدرة الشرائية للمواطن السوري ومنعه من تأمين احتياجاته الأساسية.
حرب التجويع التي تمارسها واشنطن ضد سورية تقع تحت تصنيف جرائم الحرب بحسب القوانين الدولية، لكن الأمم المتحدة تلتزم الصمت تجاه ما يتعرض له السوريون، وبالرغم من النداءات الخجولة التي تطلقها المنظمات الإنسانية الدولية والنشطاء لرفع الحصار، إلا أنها لا تلقى تحركاً فعلياً من قبل مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يفترض بها محاسبة الدول والجهات التي تستخدم التجويع والحصار كأداة في الحرب.
الحصار الذي تمارسه الولايات المتحدة ضد الشعب السوري الذي يترافق مع سرقتها القمح من الجزيرة السورية وكذلك نهب حقول النفط ينبغي أن ينتهي، فالسوريون الذين واجهوا الإرهاب وداعميه وحاربوا عشرات الآلاف من المرتزقة التكفيريين الذين أحضرهم النظام التركي وحلفاؤه لمحاربة الدولة السورية، وانتصروا عليهم رغم المعاناة، قادرون اليوم على مواجهة الاحتلال الأميركي وأدواته من مليشيا (قسد) لاستعادة قمحهم المسروق ونفطهم المنهوب.
وعندها فقط ينجح السوريون في كسر الحصار والانتصار في (حرب التجويع)، ولن ينفع الإدارة الأميركية حصارها لسورية ولو طال، ولن تستطيع واشنطن فرض إملاءاتها على السوريين بأي شكل كان.
لقد سجل التاريخ أنه لم يستطع مستعمر مهما عظم جبروته، أن يسلب الشعوب إرادتها بالتجويع، بل شكل الحصار والخنق سبباً لانتفاضة الشعوب في وجه مستعمريهم وإنهاء الاحتلال، وفي سورية ستكون نهاية المحتل الأميركي وأدواته قريبة جداً، ففي مواجهة الحصار ستنتصر إرادة الصمود والمواجهة.
ولأن السوريين يدركون جيداً أن حرب الحصار والتجويع هي الطلقة الأخيرة في جعبة الأميركي ضد بلدهم، ولأنهم قدموا الدماء لحماية وطنهم، لن تستطيع قوة في العالم أن تسلبهم إرادتهم التي ما عرفت الانكسار يوماً.

إضاءات- عبد الرحيم أحمد

آخر الأخبار
الهلال يعزز صدارته لدوري أبطال آسيا للنخبة الجنرال فوتيل يبحث مع وزير الطوارئ جهود التعافي والاستقرار الإعلام السوري في عصر التحوّل الرقمي..يعيد صياغة رسالته بثقة ومصداقية سوريا تفتح صفحة جديدة من التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا نموذج للسياحة الثقافية في المعرض المتوسطي للسياحة الأثرية بإيطاليا الرئيس الشرع يناقش مع وزارة الداخلية الخطط والبرامج المستقبلية لتعزيز الأمن والاستقرار جدار استنادي لمدخل سوق المدينة في حلب القديمة مصطفى النعيمي: "قسد" رهينة الأجندات الخارجية  مؤيد القبلاوي: انتهاكات "قسد" تقوض اتفاق الـ10 من آذار  القنيطرة تتحدى.. السكان يحرقون مساعدات الاحتلال رداً على تجريف أراضيهم انطلاق الملتقى الحكومي الأول لـ "رؤية دير الزور 2040" الشيباني يعيد عدداً من الدبلوماسيين المنشقين عن النظام البائد إلى العمل ظاهرة جديدة في السوق السورية "من لا يملك دولاراً لا يستطيع الشراء" سرقة الأكبال الهاتفية في اللاذقية تحرم المواطنين من خدمة الاتصالات حقوق أهالي حي جوبر على طاولة المعنيين في محافظة دمشق غزة أرض محروقة.. لماذا قُتل هذا العدد الهائل من الفلسطينيين؟ سيارة إسعاف حديثة وعيادة جراحية لمركز "أم ولد" الصحي بدرعا المفوضية الأوروبية تخصص 80 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في الأردن تحديات وصعوبات لقطاع الكهرباء بطرطوس.. وجهود مستمرة لتحسينه زيارة الشرع إلى واشنطن إنجاز جديد للسياسة الخارجية السورية