لم تكد مندوبة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة السفيرة (ليندا توماس غرينفيلد) تنهي منذ يومين مداخلتها الكاذبة أمام مجلس الأمن حول ما يسمى (ملف الكيماوي السوري) وتنفخ بحفلة اتهام أميركية جديدة ضد سورية، حتى بدأت الأخبار تتسرب مباشرة عن تحضير إرهابيي (جبهة النصرة) المنتشرين في منطقة خفض التصعيد في إدلب وعدد من المناطق بريفها لاستفزاز جديد بأسلحة كيميائية لاتهام الجيش العربي السوري، واتخاذ الأمر ذريعة لمزيد من حصار السوريين وتجويعهم والعدوان العسكري المباشر عليهم.
فمن يقرأ تتابع وتسلسل الأخبار، من السفيرة إياها إلى تحضير الإرهابيين لفبركة هجوم كيميائي، يدرك ترابط الأحداث فيما بينها، وما ترويج (غرينفيلد) لما أسمته عرقلة روسيا المزعومة لكل الجهود الأممية لمحاسبة سورية على استخدام الأسلحة الكيميائية إلا أمر عمليات للتنظيمات المتطرفة وإيعاز جديد (للنصرة) للبدء بإعداد مسرح العمليات، وتصوير الفيلم الهوليودي الذي خبر العالم أكاذيبه جيداً منذ بدء الحرب العدوانية على سورية وحتى يومنا.
إذاً هي عودة منظومة العدوان بقيادة أميركا إلى النفخ بقضايا تالفة لاتخاذها ذريعة لمزيد من الإرهاب والعدوان بحق سورية، ولاسيما أن هذه المنظومة الشريرة لم تفلح بتغيير المعادلات الميدانية على الأرض التي تصب لصالح سورية وحلفائها، ولم تستطع عبر عدوانها العسكري المباشر وعدوان الكيان الصهيوني معها إحداث أي اختراق يحقق لها أجنداتها الاستعمارية.
ولعل المفارقة التي تدعو إلى الاستهجان والاستغراب معاً أن تدعي (غرينفيلد) بأن دمشق وموسكو عرقلتا التحقيقات الأممية المستقلة حول مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في أكثر من منطقة سورية، وقوضتا دور وعمل منظمة (حظر الكيميائية) على حد زعمها، متجاهلة أن سورية أوفت بكل التزاماتها حيال هذا الملف وتعاونت بكل شفافية معها، ودمرت مخزونها من هذه الأسلحة بإشراف المنظمة ذاتها.
لكن ما لا تدركه (غرينفيلد)وفريق بايدن العدواني، وأدواتهم الإرهابية، أن العالم كله بات يدرك جيداً حجم أكاذيبهم (الكيماوية) ومسرحياتهم الهزيلة، التي تنفذها مرة (النصرة) المتطرفة ومرة أخرى منظمة (الخوذ البيضاء) الإرهابية، وأن حبل الكذب قصير، و(ليس للكذب أرجل ولكن للفضيحة أجنحة) كما يقول الصينيون في أمثالهم الحكيمة.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير: أحمد حمادة