قد لا يحتاج الأمر إلى براهين وأدلة، أو حتى مؤشرات وإحصائيات للتأكيد بها على الدور الفاعل للمرأة السورية، والمكانة التي وصلت إليها سواء كانت المرأة ربة المنزل أو المرأة في مختلف مجالات العمل أو حتى مواقع أخرى تبوأتها بجدارة وتميز وكانت فاعلة في العمل واتخاذ القرار، وتحمل المسؤوليات الجسام في أسرتها ومجتمعها على حد سواء.
فسنوات الحرب العدوانية على سورية عكست صوراً أخرى للمرأة وأداء أدوارها، فكانت أقوى بجميع الأشكال والظروف الصعبة، فهي لم تعد مجرد امرأة عادية كبقية النساء، بل وجدت نفسها في تحد كبير لإثبات وجودها وبإصرار وعزيمة لمواصلة مشوارها وأداء رسالتها كأم وزوجة وربة منزل وعاملة، ومعيلة أيضاً لأسرتها لاستمرار دورة الحياة بإرادة قوية وآمال أكبرمع كل صباح بأن الغد أفضل.
كما أن التحديات والضغوطات التي أثرت على الجميع، لم تزد المرأة إلا قوة أينما وجدت تقوم بواجباتها بنجاح و على أتم وجه حتى أنها أصبحت تقوم بأعمال الرجال، ففي الأرض تعمل وفي المعمل تنتج، وفي المنزل والحي إضافة لتربية أطفالها تدير المشاريع الصغيرة المدرة للدخل لتأمين مورد رزق ودخل مادي مناسب لها ولأسرتها يحفظ عيشها وكرامتها ويجنبها سؤال الحاجة والعوز من الآخرين.
وإن كان لقب نصف المجتمع يطلق على المرأة بشكل عام حيث الأدوار المهمة التي تقوم بها وتتكامل بمجملها مع بقية الأدوار الأخرى في بناء المجتمع من جميع جوانب هذا البناء، إذ لايمكن إغفال هذا الدور الجوهري خاصة وأن المرأة حققت حضوراً لافتاً ونجاحات أكدت فيها قدرتها في العطاء والإنجاز ومواجهة جميع الصعوبات.
ولأجلها واعترافاً بأدوارها وتوضيحاً لحقوقها والعمل للاهتمام بها يحتفى كل عام في الثامن من آذار بيومها الذي تم اعتماده يوم المرأة العالمي.
إلا أنه في سورية يليق بالمرأة مع كل ماحققته وواجهته أن تكون كل أيام العام لها، فهي لم تعد فقط نصف المجتمع، بل تجاوزت ذلك لتكون بحق امرأة كل الظروف والأوقات الصعبة، وتجاوز المحن والملمات والصبر والعلو فوق الجراح والآلام، فضعفها قوة، وحزنها ليس اليأس والنهاية بل هو شعاع آخر لأمل متجدد بالقادم الأجمل.
حديث الناس – مريم إبراهيم