بات واضحاً، وبشكل لا لبس فيه، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أكثر عدوانية من سابقاتها، ولاسيما تجاه دول العالم الرافضة لسياساتها القائمة على الهيمنة والغطرسة والتسلط والغزو، وأن كل التصريحات التضليلية ومساحيق التجميل التي حاول البيت الأبيض أن يطلي بها وجوه مسؤوليه هي مجرد تصريحات وأدوات تجميل مزيفة، ولا أساس لها على أرض الواقع.
وفي آلية التعاطي الأميركي مع ما يجري في سورية من إرهاب واحتلال وسرقة للثروات وتجويع للسوريين تبدو الصورة في أوضح معالمها، فلم يكد فريق بايدن يتسلم مهامه حتى كرت حلقات العدوان على سورية الواحدة تلو الأخرى، فدشنها القابع وراء المكتب البيضاوي العجوز بايدن بعدوان عسكري مباشر ثم استكمله فريقه بخطوات إرهابية عدة، وعلى مختلف الأصعدة.
فمندوبتهم في الأمم المتحدة السفيرة “ليندا غرينفيلد” تدشن تعامل إدارتها مع المنظمة الدولية بالنبش بقضية “الكيماوي السوري” المزعومة، وتحاول النفخ برماد تفاصيلها الكاذبة، في مسعى أميركي جديد لتحقيق الأجندات التي عجزت واشنطن عن تحقيقها عبر العدوان العسكري المباشر من قبل طائراتها وطائرات الكيان الإسرائيلي معها، وعبر إرهاب أدواتها المتواصل مثل قسد والنصرة وداعش وأفراخها.
وبموازاة هذا الإرهاب والخداع الذي تمارسه واشنطن عبر المنظمة الأممية تأتي تعليمات السي آي إيه لتنظيم “النصرة” الإرهابي ليقوم بتحضير هجوم كيميائي مفبرك على شاكلة مسرحيات منظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية.
ويزامن هذا الفريق العدواني خطواته تلك مع محاولات أخرى لتسييس عمل منظمتي “حظر الكيميائية” و”الوكالة الدولية للطاقة الذرية” واستغلالهما ضد سورية، مدّعين أن دمشق لا تفي بالتزاماتها الكاملة بموجب اتفاق الضمانات الشاملة ومعاهدة عدم الانتشار فيما يتعلق بعمل “وكالة الطاقة” وتتهرب من التزاماتها حيال “حظر الكيميائية” مع أن سورية أوفت بكل التزاماتها وتعاونت مع المنظمتين المذكورتين بكل أمانة وشفافية، فمارست أقصى درجات المرونة فيما يتعلق بتطبيق اتفاق ضمانات “الطاقة الذرية” والتزمت به، ونفذت كل التزاماتها مع منظمة الحظر.
وعلى خط آخر، وانطلاقاً من مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس، ينفخ “ديمقراطيو” بايدن و”جمهوريو” المتغطرس ترامب بإرهاب “قيصر” ويشحذون سكاكينهم لإصدار نسخة ثانية منه لتجويع السوريين ومحاولة فرض إملاءاتهم عليهم.
وفي الميدان توعز واشنطن لميليشياتها الانفصالية “قسد” لاستكمال جرائمها بحق أهلنا في مناطق الجزيرة من أجل التغيير الديمغرافي وتحقيق أوهام الانفصال وخرائط التقسيم، فتطول يدها الغادرة لقمة عيش السوريين ورغيف خبزهم وطحينهم وأفرانهم.
وعلى جبهات أخرى تواصل واشنطن دعم الإرهابيين بالسلاح والمال ونهب ثروات السوريين بدلاً من محاربة الإرهاب التي تدعيها، وتمضي بسياسة تفتيت وتجزئة سورية وإقامة كانتونات انفصالية في شرقها وشمالها، وتشدد سياسة العقوبات التي تهدف إلى تجويع السوريين وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، فهل هناك عدوانية وإرهاب أكثر مما يقوم به فريق بايدن القادم تحت عناوين وشعارات براقة؟!.
بقلم مدير التحرير أحمد حمادة – من نبض الحدث