الليبرالية الحديثة خطر يهدد شبابنا

الثورة أون لاين – خلود حكمت شحادة :

الشباب هم وقود النهضة لكل أمة وهم حماة حدودها ورجال مستقبلها ، لذا فقد صوب الأعداء سهامهم لشبابنا بنيناً وبناتاً منطلقين من مقولة “سيطروا على عقائدهم حتى تستطيعوا السيطرة عليهم” لهذا نجد اليوم كثيراً من الأسر تشكو انحراف أبنائها ، فالأب يشكو ، والأم تشكي ، وتلك حقيقة قد تزعج قارئيها وتؤلمهم ، ولكن مواجهتها وعلاجها هي الحل السليم ، وليس العلاج أن نحاكي النعامة حين تدفن رأسها في التراب .
ولعل السؤال الأهم في هذا المضمار هو : هل يولد الإنسان منحرفاً ؟ هذا السؤال يضع أيدينا على منشأ المشكلة ومنبتها ، فمن انحرف في الحقيقة لم يولد منحرفاً ، بل تسببت الأسرة ربما خاصة الأبوين في انحرافه بشكل مباشر أو غير مباشر لأن الأسرة هي المؤسسة الأولى والأعظم تأثيراً في بناء شخصية أولادها ، والمشكلة أن الغالبية لم يدركوا أهمية التربية وفنونها وأهمية مرحلة الطفولة وخطورة مرحلة المراهقة ، وضرورة الاهتمام بتنشئة الأبناء والبنات غير مدركين أهمية أدوار الأسرة في تشكيل شخصية الفرد ، وتثبيت قناعاته ومرجعياته الثقافية ، وغرس القيم الإيجابية في نفوس الأبناء وتتنوع صور الانحراف وتتدرج من البساطة إلى التعقيد كل هذه الأمور اتضحت في خطاب سيد الوطن في لقائه علماء الدين وتوصيف المشكلة للوصول إلى الحل ، الغالبية تظن ما يجري حالة طبيعية وربما في اختلاف جينات الشخص وتربيته ولم ينتبه إلى مدخلات عدو أراد إدخال عقائد وعادات إلى جيل بالكامل هدفه تدمير بنيان الوطن وزعزعته ، ففي ضرب الأسرة أصغر خلية في المجتمع ضرب مجتمع كامل والسيطرة على عقول شبابه وبالتالي تدميره وجعله تابعاً لعادات وتقاليد ليست من أساسياته وتؤدي به إلى التفكك والهلاك .
صراع ، قسوة ، وسيطرة هذا ما تفرضه الليبرالية الجديدة المتوحشة من ممارسات وأفكار الغاية من وجودها ضرب المفاهيم وخلق نزاعات ثقافية عبر مواقف فردية تثير القلق والخوف حيث يتحول الخطاب فيها إلى فكرة السيطرة والتفوق من خلال الترويج لممارسات خاطئة تختلط وتدخل حيز سوء الاستعمال والتأويل لتصل إلى منافسة تخرج عن السيطرة تدخل على أخلاقيات المجتمع ، وبالتالي فهي لاتعني سوى حرية القوة والأنانية التي تتملك الفرد وتسلخه عن مجتمعه وتغير مفاهيم العدالة ، والحقوق وتدفع باتجاه تشويه فكرة الحق في توزيع العدالة ونقل الثروة خارج الوطن سواء الفكرية أم المادية .
إن تغيير القيم الاجتماعية أحد رهانات الحروب وهي عدوى تصيب المجتمعات بلا استئذان ، تأثيرات ومؤثرات ، عادات وسلوكيات دخيلة ، ساهمت في تغيير نظرة الفرد إلى المجتمع .
مفرزات الليبرالية المتوحشة أدت إلى خلل عميق أثر على الروابط الاجتماعية ، وندوب أخلاقية ، مؤلمة أصابت عمق المجتمع نتيجة لانتشار الظواهر السلبية من جرائم ، قتل، وسرقات ، واحتيال وانتحار ، وتعاطي المخدرات ، وغيرها من أبسطها إلى أعقدها ، ما أدى إلى تراجع الثقة بين الأفراد ، خاصة في ظل انتشار تقنيات العصر وشبكات التواصل الاجتماعي ، واستخدامها بطريقة خاطئة ، حينما ابتعدنا فيها وسمحنا لكل عادة غريبة من أخذ حيز ولو بسيط من أفكارنا وهذا ما حذر منه السيد الرئيس في خطابه عن الليبرالية الحديثة واستهدافها للأسر والقيم الاجتماعية ، مشدداً على إعادة توجيه القيم إلى طريقها السليم .
للأسف انتشرت في بلادنا تلك الظواهر كما النار في الهشيم بطريقة عمياء تحت ألف ستار وستار ، لتصل إلى فكرة تحرر الفرد من أسرته ومجتمعه عبر سلوك شخصي أناني في فهمه لحقوقه الطبيعية وانتهازه الفرص متناسين أن الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة وهو في المجتمع يخضع لقوانين تحترم كون الإنسان خُلق عاقلاً يستطيع التصرف ويملك حق العيش مستقلاً ، ولكن دون الابتعاد عن واجباته تجاه أسرته بداية ومجتمعه ليصل إلى وطن سليم بأبنائه .
علينا العمل على جيل الشباب لإعادة ردم الهوة التي أحدثتها الليبرالية المتوحشة بأفكارها الهدامة وحث الفرد على الابتعاد عن الفردية وسعيه لتحقيق أهداف شخصية ولو على حساب الآخرين والمجتمع .
وأساس عملنا يجب أن يقوم على محاربة الانحلال الأخلاقي وإعادة دمج الفرد في مجتمعه بكل ما فيه من قيم ، والتركيز على المواطنة والانتماء والمحافظة على المبادئ و القيم التي كانت ولاتزال أساس تماسك المجتمع السوري لتحقيق أهدافه في التصدي لتلك الليبرالية الجديدة ، وإن كانت بأي لبوس تنكرت فهي واضحة لنا .. وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد : التصدي يبدأ من معرفة الخطر ، ويبدأ أيضاً من معرفة نقاط الضعف

آخر الأخبار
أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً