خير الدين حسيب..العروبة باقية تنبض بمواقف المقاومة

الثورة أون لاين:

ما من مثقف عربي أو قارىء على امتداد ساحة الناطقين بالضاد الا وقرأ وتابع ما أنجزه خير الدين حسيب تأليفا ونشرا وتبنيا للمشروع القومي العربي من خلال مركز دراسات الوحدة العربية الذي أنشأه في بيروت وقدم للثقافة العربية عصارة الفكر النظيف ..

رحل خير الدين حسيب وله في كل مكتبة ركن وفي كل بيت عشرات الكتب ..
رحلة طويلة معبدة بالعمل .
وفي محطات حياته التي تتداولها الموسوعات والمواقع ..
محطات
ولد الدكتور خير الدين حسيب في مدينة الموصل بالعراق في آب (أغسطس) 1929، بعد 15 يوماً من ولادته توفي والده، فتولى جده وجيه المنطقة رعايته. صار طفل الجدّ المدلل: يحضر مجالسه، ينقل إليه مطالب الأولاد والأحفاد. عائلته الثرية كانت تملك الأراضي والمواشي، لكنّ مرض الجدّ دفعها إلى بيع تلك الممتلكات. حين أنهى خير الدين المرحلة الثانوية، توفي الجد، فاضطر إلى البحث عن عمل للمساعدة في إعالة عائلته، وقَبِل بوظيفة في المتصرفية براتب 11 ديناراً نال شهادته الجامعية من بغداد عام 1954، ثم تابع دراساته العليا في المملكة المتحدة بـمدرسة الاقتصاد بلندن ونال درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج، في المالية العامة.
وحسب الموسوعة الحرة
لم يلتحق بالجامعة إلا بعد عامين، على اثر افتتاح قسم مسائي في «كلية التجارة» في بغداد، عام 1950. في السنة الدراسية الأولى، كانت نسبة حضوره قليلة، أمّا في السنوات اللاحقة، فانتقل للعمل في قسم التفتيش الإداري في وزارة الداخلية في العاصمة بغداد، وتخرّج الأول على دفعته. حين ذهب إلى لندن لمتابعة دراسة الماجستير في «مدرسة الاقتصاد في لندن» عام 1954، كانت المرة الأولى التي يغادر فيها العراق. في عاصمة الضباب، نشط بفاعلية في جمعيات الطلابية العربية، حتى صار نائب رئيس «رابطة الطلاب العرب» في بريطانيا.
تحت عنوان «تقدير الدخل القومي في العراق»، عمل على أطروحته لنيل الدكتوراه، ما تطلّب منه دراسة ميدانية. هكذا، عاد إلى بلاده عام 1957، وزار مناطق مختلفة، في مرحلة مثّلت بدايةً للنفوذ الأميركي في العراق. في أحد الأهوار، شاهدَ رجلاً عارياً يزرع الأرز، تحت حرارة تصل إلى أكثر من خمسين درجة مئوية. في هور آخر التقى سكاناً، لم تلحظهم الإحصاءات السكانية الأولى للعراق، وفلاحين لا يملكون حتّى مياهاً نقيةً للشرب. يقول «أثّر هذا النوع من الفقر كثيراً على نظرتي إلى الأمور، وكان بداية لتوجهي التقدمي». هنا، يتوقّف عند كتاب يوسف الصايغ «الخبز مع الكرامة» الذي صار شعار «مركز دراسات الوحدة العربية».

ha12.jpg

ولأنّ حسيب أُوفد لإكمال دراسته في بريطانيا ضمن بعثة على حساب وزارة النفط، حلّ مكان الموظفين الأجانب في العراق لدى عودته، وعُيّن رئيساً لـ«شعبة الإحصاء والأبحاث» في شركة النفط العراقية، لكنّ الأمور المالية كانت تُبت في لندن، فطلب حسيب من وزير النفط حينها طلعت شيباني نقله إلى جامعة بغداد ليدرّس فيها. عام 1961، اختير مديراً عاماً لاتحاد الصناعة، وفي العام نفسه زار مصر. بعد عودته إلى بغداد، بدأ العمل على مخطط لتشريعات اشتراكية، منها «قانون تأميم البنوك» وتعديل قانون ضريبة الدخل والتركات. بعد ذلك بعامين، وافق على تولي وظيفة «محافظ البنك المركزي». نستمع إلى سيرة حسيب شاباً، فنتذكر ما قرأناه عن العراق «أرض السواد» التي تعيش دوماً على فوهة بركان سياسي. فقد عاصر الرجل تطورات سياسية، بدأت بإطاحة نوري السعيد والنظام الملكي عام 1958، وتولي عبد الكريم قاسم رئاسة وزراء أول جمهورية، وما تلى ذلك من صراعات بين البعثيين والشيوعيين والقوميين، والمعادين للتجربة الناصرية. من تلك الأحداث كلها، يختار حسيب أن يخبرنا عن ليلة 13 يوليو 1964، حين التقى بإبراهيم يسري الرجل الثاني في السفارة المصرية في العراق. طلب منه حسيب إبلاغ عبد الناصر أن التشريعات الاشتراكية في العراق ستُعلن في اليوم التالي، وستُنشأ بموجبها مؤسسات اقتصادية. يُحسب لخير الدين حسيب الذي كان «حاكماً للمصرف المركزي»، إعطاء قرض لمصر. ويُحسب له أيضاً، دوره المتقدم في النضال ضد سيطرة الشركات الأجنبية على نفط العراق وكبريته وثروته، ومشاركته في محاربة الفساد فيه. كلّ ذلك لم يمنعه من أن يجد نفسه في السجن عام 1968، رغم أنّه لم يكن على خلاف فكري مع التيار الحاكم. تنقّل خلال تسعة أشهر بين أربعة سجون، وذاق جميع أصناف التعذيب، لكن صلابته ساعدته على تحمُّل الآلام.

بعد خروجه من السجن، عاد إلى جامعة بغداد – فهو كما يلفت نظرنا يستمتع بمهنة التدريس – لكنّ أصحاب السلطة ضاقوا ذرعاً به. هكذا، شد الرحال عام 1974 إلى بيروت، حيث عُرضت عليه وظيفة في اللجنة الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة، وشارك في تأسيس مركز دراسات الوحدة العربية. يعتز المدير العام بهذا المركز وبدار نشره، فهو لم يعد يحتاج إلى دعم مالي، بل يعتمد على المبيعات المرتفعة نسبياً لإصدارات المركز في العديد من المعارض العربية.

حين تسأل حسيب عن الانتماء القومي العربي، يذكرك بداية: «أنا من جيل

نشأ وعيه على نكبة 1948». يتحدث رجل الاقتصاد عن عروبة حداثية، ثم يضيف: «هناك اتجاه عالمي نحو التكتلات الكبرى، وتشير الدراسات إلى أنّ الكتلة التي تقل عن 300 مليون نسمة لا أمل لها في المنافسة في عصر العولمة» وحين تسأله عن المقاومة، يضج وجهه بالفرح مستعرضاً التجارب النيرة للمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق. الرجل الذي التقى عبد الناصر مرات عدة، يصمت قليلاً ويضيف أنّه تردد قبل إعداد مذكراته. خاف أن يقرأ الجيل الجديد عن العذابات والمصاعب التي عاناها جيله دفاعاً عن القومية العربية فينصرف عنها.
رحل حسيب وبقي فكره العروبي الذي كان دائما ضد الاحتلال ومع المقاومة ومع سورية العروبة والدور الريادي في يقظة الأمة والدفاع عن القضايا العربية العادلة.

آخر الأخبار
السيليكون مورد استراتيجي لاقتصاد المعرفة الحديثة الشيخ عماد لـ " الثورة ": نبذ العنف وترسيخ مبادئ السلام الاجتماعي والأسري سوريا نموذجاً للعيش بين الأديان الشيخ مرعي لـ"الثورة": التسامح ليس ضعفاً والمحبة أقوى من الكراهية هل يبدأ تعافي الاقتصاد السوري فعلياً؟ ديروان لـ "الثورة": تمكين المستثمرين لتحويل مبالغ مالية ضخمة الخبير حيدر لـ"الثورة": سوريا أمام انتعاش مصرفي- استثماري الفرملي: تنسيق مع منظمتي "بلا حدود" و "حماية المدنيين" لتقديم منحة لدعم التأمين الرقمي  أهالٍ من القنيطرة يحتفلون برفع العقوبات عن سوريا احتفالات  في حمص برفع العقوبات رئيس اتحاد غرف التجارة السورية : رفع العقوبات سيسهم في عودة الاقتصاديين إلى وطنهم وتدفق الاستثمارات رئيس غرفة صناعة دمشق لـ"الثورة": رفع العقوبات هو التحرير الثاني لسوريا خبير اقتصادي  لـ"الثورة": رفع العقوبات يفتح باب الاستثمار ويحسّن مستوى الدخل الاقتصاد السوري بعد 13 أيار ليس كما قبله...  خربوطلي لـ"الثورة": فرص الاستثمار باتت أكثر من واعدة ماذا بعد رفع العقوبات..؟ الدكتور عربش لـ"الثورة": فتح نوافذ إيجابية جداً على الاقتصاد نائب وزير الطوارئ لـ "الثورة":  حرائق الغابات التهمت 150 هكتاراً جامعة دمشق تناقش أهمية إدخال تقنيات  الذكاء الاصطناعي في عملية صنع القرار لتقديم أفضل مرور إنترنت في سوريا  الاتصالات تطلق مشروع "سيلك لينك" احتفالات كبيرة في طرطوس برفع العقوبات.. وإعادة التعافي للقطاعات  الشيباني: قرار ترامب برفع العقوبات نقطة تحول محورية للشعب السوري الأمم المتحدة ترحب بقرار ترامب رفع العقوبات على سوريا