الثورة أون لاين:
كتب الكثير عما تمارسه الليبرالية من فتك بالعالم والاثار التي تتركها على المجتمعات في الاقتصاد والثقافة .. كونها نظاما استعماريا يتخذ لبوسا مختلفا عما سبق ..
فكيف نشأت هذه النظرية التي تحولت إلى استعمار غير مباشر.. ما المحطات الاهم في تطورها الفكري والسياسي …أسئلة يجب أن تطرح وان نبحث عن إجابات عنها ..
كتاب الوجيز في تاريخ النيو ليبرالية لمؤلفه ديفيد هارفي وترجمة وليد شحادة إصدار الهيئة العامة السورية للكتاب عام ٢٠١٣ يقدم محطات واسعة حول نشأتها غاياتها أهدافها وكيف تعمل بأسلوب خبيث لتدمير العالم وجعله تحت سيطرة بارونات المال .
المحطة الأولى..
يقول المؤلف (ص٣١)؛كانت النيو ليبرالية ومنذ وقت طويل مستترة تنتظر فرصتها تحت أجندة السياسة العالمية باعتبارها الدواء الشافي والترياق المحتمل لاخطار النظام الاجتماعي الرأسمالي واعتبارها ايضا الحل الجيد لمساوىء الرأسمالية فقد تشكلت مجموعة صغيرة من المدافعين المتحمسين وأكثرهم اقتصاديون ومفكرون وفلاسفة حول فريد ريش هايك الفيلسوف السياسي النمساوي وأسسوا جمعية مون بليرين تيمنا باسم منتجع كانوا يلتقون فيه في عام ١٩٤٧م ومن بين هؤلاء الاقتصادي الشهير ملتون فريدمان وكارل بوبر ..
وقد جاء في بيان تأسيس هذه الجمعية:
بيان التأسيس..
القيم الأساسية للحضارة في خطر فقد اختفت الظروف الأساسية لكرامة الإنسان وحريته من بقاع واسعة من سطح الكرة الأرضية وفي بقاع أخرى تتعرض هذه القيم لخطر دائم من تطور التوجهات الحالية للسياسة ..وقد ضعف موقع الفرد والجماعة التطوعية وعلى نحو متصاعد بسبب امتدادات القوة القسرية حتى حرية التفكير والتعبير وهي أثمن ما يملكه الرجل الغربي مهددة بانتشار عقائد تدعي التسامح عندما تكون في موقع الأقلية لكنها لا تسعى الا لتأسيس موقع قوة لها تتمكن من خلاله من كبت وإلغاء كل الاراء ما عدا آراءها ..
…تؤمن هذه الجماعة أن هذه التطورات تعززت بسبب تراجع الإيمان بالملكية الخاصة والسوق التنافسي ..)
وصف أفراد هذه الجماعة أنفسهم بأنهم ليبراليون أحرار بالمعنى الأوروبي التقليدي للكلمة …والتسمية الليبرالية الجديدة مؤشر إلى تمسكهم بمبادىء السوق الحرة للاقتصاد النيو كلاسيكي أو الكلاسيكي الذي ظهر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر..بفضل كتابات علماء اقتصاد جدد لتحل محل كتابات ادم سميث وكارل ماركس ايضا ….
ونظرية الليبرالية الجديدة تناقض نظريات تدخل الدولة ..
هكذا كانت النشأة ويلاحظ المتابع من بيان التأسيس..الفردية …العنصرية ..كقولهم الرجل الغربي …أبعاد سلطة الدولة وإحلال سلطة المال …وغير ذلك مما نراه على أرض الواقع ليس في دول الغرب التي ظلت فيها سلطة الدولة بل في تصدير ذلك إلى دول العالم للتحكم بها من بيوتات المال العالمي ..
وكان أن تبنت الدول الغربية ما جاء في البيان أخذت منه ما تراه مناسبا لها وعملت على عولمته لتكون الليبرالية سلاح الهيمنة الجديد.