الثورة أون لاين – ريم صالح:
ماذا قدمت الأمم المتحدة بهيئاتها ومؤسساتها الدولية للسوريين؟!، هل أنصفتهم حقاً، ووفرت لهم الأمن والسلام والاستقرار، وحاكمت القتلة الإرهابيين، وحاسبت مشغليهم العالميين؟!، وهل كان المجتمع الدولي بمؤسساته الأممية ومنظماته الحقوقية يتعامل حقاً بحيادية في تعاطيه مع الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية والمعاناة التي يكابدها السوريون؟!، أم أن مواقفه، وقراراته، كانت مجرد ترجمة ميدانية لإملاءات أميركية وصهيونية،وأجندات بريطانية وفرنسية استعمارية نهبوية لا أكثر ولا أقل؟!.
بصراحة الإجابة واضحة ومكشوفة للجميع، ولا تحتاج إلى أي برهة للتأمل، أو التفكير حتى، فالمؤسسات الأممية، ونخص منها هنا منظمة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، ومجلس حقوق الإنسان، ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وصولاً إلى المحكمة الجنائية الدولية، كانت كلها مجرد أسلحة تشهرها منظومة العدوان والإرهاب الدولي في وجه الدولة السورية كلما حشرت هذه المنظومة نفسها في مأزق، أو وجدت نفسها في إفلاس مدوٍ، محاولة من خلال هذه المنظمات الدولية تمرير المزيد من سيناريوهاتها الفوضوية، وشرعنتها وقوننتها ما أمكن، وهو ما عجزت عنه حتى اللحظة، حيث كان الفشل الذريع هو قدر هذه المنظومة المتآمرة، كيف لا والدولة السورية بالمرصاد لكل مشاريع منظومة الإرهاب الدولي؟!، كيف لا وفي سورية شعب صامد مؤمن بقدراته، وملتف حول قيادته الحكيمة، ومتمسك بسيادته وباستقلالية قراره المستقل؟!، كيف لا وفيها رجال عاهدوا الوطن والشعب على النصر أو الشهادة، وعلى الاستبسال في أرض المعركة، وبذل الغالي والنفيس حتى تحرير وتطهير آخر ذرة تراب من رجس الإرهابيين التكفيريين ومشغليهم؟!.
كم مرة اجتمعت فيها مفوضية الأمم المتحدة، وكم مرة انعقد مجلس الأمن، ومجلس حقوق الإنسان، ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وكم من القرارات المسيسة حاولت منظومة الإرهاب الكوني استصدارها لمحاولة تضييق الخناق على سورية والسوريين، وكم كثيرة هي المؤامرات والدسائس التي حيكت ضد سورية قيادة وجيشاً وشعباً ومؤسسات وبنى تحتية ولكنها سقطت فيما بقيت الدولة السورية أقوى من أن ينال منها معتدٍ، أو طامع أو متآمر.
وأيضاً كثيرة هي اللقاءات، والاجتماعات، والمباحثات الأممية، وكثيرة هي قراراتها الباطلة التي كانت دائماً تعتمد على قلب الحقائق على الأرض، وإظهار الدولة السورية زوراً وبهتاناً بأنها هي من ترتكب الجرائم بحق شعبها، والاعتماد في ذلك طبعاً على روايات هوليودية من نسج وافتراء أجهزة الاستخبارات الأميركية.
ولكن الحق السوري كان ولا يزال أقوى من أن يحجب بغربال المتآمرين، فقتلة السوريين منذ بداية الأزمة، وحتى يومنا هذا، هم الإرهابيون، ومشغلوهم الأميركيون، والأوروبيون، والصهاينة، والعثمانيون الجدد، وأعراب التطبيع والارتهان.
سورية لم تكن وحيدة في مواجهتها لحملة الافتراءات الدولية، التي كانت تستهدف تشويه صورتها، وصورة جيشها الباسل، بل كان هناك دائماً إلى جانبها الدول الحليفة والصديقة، وعلى رأسها روسيا والصين، حيث إن روسيا استخدمت الفيتو لصالح الشعب السوري نحو 16 مرة، من ضمنها 10 مرات صوَّتت معها الصين على نحو مشترك الأمر الذي رد كيد المتآمرين إلى نحورهم، وشكل صفعة قوية لمشاريعهم الاستعمارية.
حاول نظام البلطجة والإرهاب الأميركي، ومعه أنظمة استعمارية أوروبية معادية تمرير مشاريع قرارات تارة تحت ذريعة إدخال المساعدات الإنسانية، وتارة تحت مسمى وقف العنف، والقتل، والتهجير، والعمليات القتالية، وتارة بحجة الاستفزازات الكيماوية، وفي كل مرة كان يعود وثلته الفاشية بخفي حنين.
فمشاريعهم هذه لم تكن إلا ستاراً حاولت من خلاله منظومة العدوان والإرهاب المتكالب على سورية دعم مرتزقتها الإرهابية على الأرض، وإنقاذ ما هلك منها في الجحور والأوكار، وبالتالي فإن المساعدات الإنسانية كانت وجهتها الحقيقية هي أولئك الإرهابيون وعائلاتهم فقط لا غير، أما القتل وسفك الدماء فكان أداة الأميركي وأذرعه التكفيرية لتهجير السوريين من أراضيهم وقراهم، بينما كان التذرع باستخدام الكيماوي حجتهم الباطلة التي تبرر لهم محاولاتهم الفاشلة لشن عدوان غاشم على الأراضي السورية.
المؤكد هنا أن وجه الأمم المتحدة بكل ما فيه من عيوب أخلاقية، وإنسانية، وقانونية، وتشريعية، قد بان على الملأ، فهذه المنظمة لم تنصف يوماً مظلوماً، ولم ترجع يوماً حقاً مغتصباً إلى أصحابه، بل كانت مجرد دمية يحركها سيدها الأميركي كيفما ومتى شاء، فتصحو عندما يريد لها أن ترغي وتزبد، وتغدو في سبات تام، بل وفي موت سياسي سريري، عندما تقتضي مصالحه الاستعمارية التوسعية والدونية ذلك.