الثورة اون لاين- لميس علي:
في الحلقة الثامنة عشرة من مسلسل (دانتيل)، يُعرض حالياً على قناة (mbc4)، تمّ تخصيص حيز كبير منها لحفل “الدفيليه”.. وهو ما يمنح إحساساً أن البهرجة البصرية التي يعتمدها العمل أصبحت أضعافاً حين متابعة تفاصيل تتلهى بعرض “كولكشن” أزياء، تطغى على كل حدث آخر.
مجرد مساحة للتسلية أو لتمرير الوقت.. إراحة العقل بعض الشيء واسترخائه، إن أمكن، هي الفائدة الكبرى من متابعة هذه النوعية من أعمال تُسوّق تحت بند “مشتركة”..
ومتى ما تمّ وصمُها بهذا التوصيف تصبح كأنما هي وصفة تطبّقها شركات الإنتاج “رأس المال” وتستمر بتكريسها، ليس لأي شيء سوى لأنها وسيلة ربحية لا أكثر.
“رأس المال” صاحب العقلية التسويقية التجارية، متى ما دخل السوق الفني يسعى إلى تمييع أي ضوابط مهنية وفنية أصيلة، في سبيل مضاعفة أرباحه.
هل تحمل شركات الإنتاج تلك، أي قيمة تهدف إلى نشرها من خلال إنتاجاتها..؟
إن كان ثمة من قيمة.. فهي ضحلة.. ولا تتناسب مع مستوى البذخ البصري.
ولمتمعنٍ في الحاصل على صعيد الدراما المشتركة، أن يدرك ما يسعى إليه رأس المال/شركات الإنتاج المشترك، سعياً يصبّ، بشكل حثيث، في محاولة تغيير الصيغ الفنية والقيم المهنية.. وبالتالي، وعلى المدى البعيد، تغيير طرق تفكير جمهور المتلقين عن طريق تغيير ذائقتهم.. وصولاً إلى تغيير المجتمع.
مسلسل “دانتيل” مثله مثل الكثير من صيغ الأعمال المشتركة التي لا تراعي احترام عقل المتلقي، كأن يكون كل فرد من أفراد العائلة يتحدث بلهجة تغاير لهجة الأفراد الآخرين.. الأمر أو الملاحظة التي تم الحديث عنها كثيراً لكن لا أحد يكترث.. يستمرون في تسويق “التشتت” و”اللامعنى”..
فكيف يقتنع المتفرج أن المدعو (فؤاد، أنس طيارة) والذي كما ترسم تفاصيل الحكاية أن تنشئته كانت في دار أيتام لبناني لكنه مع ذلك يتحدث باللهجة السورية..؟!! صحيح أنه يدّعي كونه فؤاد الابن غير الشرعي لرجل الأعمال (سامي، سلوم حداد)، لكنها مع ذلك سقطة في النص والإخراج كذلك..
أيضاً دون نسيان أن بطل العمل (يوسف، محمود نصر) يتحّدث بلهجة تختلف عن أهل بيته.. بالطبع سيجدون تبريرات ترد في سياق أحد الحوارات لكنها لن تقنع أو تفلح في خلق منطق درامي يسعى إلى محاكاة الواقع..
وهو ما يؤكد أن ليبرالية القشور التي يتبناها رأس المال، الموصوف بالفني تجاوزاً، تخلخل البنى الثابتة لأي مضمون قيمي ثقافي، بذات الوقت الذي تدعي فيه البناء.