الثورة أون ﻻين -آنا عزيز الخضر:
تداخلت المفردات الابداعية في تفاصيله ومشاهده، فنسجت لوحاته بأسطر من الدهشة والتألق، عالم من الحركة والالحان والحوار المنطوق، يقدم معادلته الفنية بثقة فريدة، صنعها مع المتلقي، حيث جذبه العرض الى عالمه بتلقائية وانسيابية ،خلقتها فضاءات العرض المسرحي (غرفة تحت الصفر) على صالة مسرح الحمراء بدمشق،فوجد نفسه بين منمنماته، يسير مع أحداثه، متفاعﻻ مع واجدانياته ومﻻمحه الانسانية وحاﻻته، وقد استطاع العرض النقل للكثير من الاشكاﻻت والضغوط والصعويات ،التي تخرجه عن طوره كإنسان، ليفقد مﻻمحه ،ويقترب من الهوس والجنون من تلقاء عذابات، تعرض لها، اذ تدور مجريات العرض في مصح للأمراض العقلية،كل من كان فيه، تعرض لمعاناة فوق طاقته، فتعثرت قدراته على الاستيعاب ، ودخل عالم ضياعه عن ذاته….
كل هذه السياقات والمحاور تم التعبير عنها بلغة خاصة ومتتوعة عبر العرض ،فكان الرقص التعبيري والكﻻسيكي والحوار والموسيقى، وسيلة نسجت الكثير من الافكار والمفاهيم والاسقاطات الواقعية مقاربة الى ما عاشه الناس اثناء الحرب وخﻻلها، وحتى ماقبل الحرب.
مفردات جسدت لغة عوالم، تتحاور بمهارة عالية،معبرة باقتدار عن مشاكل وحكايا الناس وصعوبات حياة ﻻتحتمل، اودت بهم الى الجنون، وذلك من فرط حساسيتهم كبشر انقياء تعرضوا لضغوطات ﻻتحتمل الحياة بصعوباتها ومافرضته من صعوبات اجتماعية وانسانية، وصعوبات الحرب التي رزحت فوق رؤوس الجميع، واثقلت كاهلهم في كل اتجاه، حيث صنع الارهاب ماصنعه بالناس تدميرا وحزنا ومعاناةيحتاج لوقت طويل للخﻻص من آثاره البشعة.
غرفة تحت الصفر فكرة اسراء حسن ، اعداد واخراج سعيد الحناوي ..اداء فرقة خطى للمسرح الراقص.