الثورة اون لاين – ميساء الجردي:
لم يرحم الإرهاب أحدا وبعد عشر سنوات من الحرب الإرهابية على سورية بكل مكوناتها كانت الأضرار التي لحقت بالقطاعات على اختلافها كبيرة جدا.. ولم يكن قطاع التعليم العالي والحياة التعليمية بعيدة عن هذا الاستهداف الذي لم يتضح أثره على الفور، لقد تعرض التعليم العالي كغيره من القطاعات خلال الأزمة إلى عمليات إرهابية استهدفت الكوادر العلمية والطلابية وخاصة من جيل الشباب عماد المستقبل، وطالت البنى التحتية للمؤسسات التعليمية والمشافي التعليمية.
وبحسب مديرية التخطيط في وزارة التعليم العالي فقد وصلت الأضرار البشرية للعاملين في القطاع إلى 273 شهيدا ومصابا ومخطوفا، ووصلت الأضرار البشرية للطلاب إلى 168 شهيدا من مختلف الجامعات السورية وعليه فإن 441 هي إجمالي الأضرار البشرية. هذه الأضرار رافقها خسائر أخرى تتمثل بهجرة الاساتذة الجامعيين حيث خسر التعليم العالي ما يقارب 20 في المئة من أعضاء هيئات التدريس، وتوقفت بعض الجامعات عن العمل بسبب الإرهاب ما أدى لتزاحم الطلاب في العدد المتبقي من الجامعات. والتحق طلاب بأعمال تساعدهم في تدبير تكاليف الدراسة، وتحول البعض إلى كليات نظرية في حين انصرف آخرون عن الدراسة تماماً.
وأشارت مديرية التخطيط في تقريرها الذي حصلنا على نسخة منه: أن القيمة الإجمالية للأضرار العامة التي تم حصرها وصلت إلى 4664809000 ليرة سورية وقد تم وضع خطط إسعافية على المدى المتوسط والبعيد لمعالجتها وإعادة اعمارها. بينما وصلت القيمة التقديرية للأضرار العامة التي لم يتم حصرها لوجودها في مناطق متوترة هي 8 مليارات ليرة سورية متمثلة بجامعة دمشق فرع درعا، حيث تضررت المباني الطابقية مسبقة الصنع والمعهد التقاني الزراعي في درعا وبعض الكليات في القنيطرة والمزرعة والمعهد التقاني الزراعي بمنطقة خرابو مع المزرعة في الغوطة.
ولعل أكبر الخسائر التي أصابت المشافي التعليمية هي ما حل بمشفى الكندي بحلب نتيجة التفجير الانتحاري الإرهابي الذي تعرض له المشفى، حيث قدرت الأضرار الناجمة عن هذا الاستهداف بثلاثة مليارات ليرة سورية، على حين بلغت الأضرار الناجمة عن استهداف البنية التحتية لجامعة الفرات ومباني الكليات في دير الزور والرقة والحسكة نحو مليارين وثلاثمئة مليون ليرة سورية، ثم الأضرار التي لحقت بكلية الهندسة الكيميائية والبترولية في جامعة البعث والمعهد التقاني الزراعي وقدرت بحوالي 2 مليار ليرة سورية، كما طالت الخسائر جميع فروع الهيئة العامة لصندوق التسليف الطلابي في المحافظات ومراكز نفاذ الجامعة الافتراضية في الرقة ودير الزور ودرعا.
تجدر الإشارة أن أكبر الخسائر البشرية التي تسبب بها الإرهاب في قطاع التعليم العالي لحقت بجامعة دمشق حيث قضى 56 شهيداً من العاملين والطلاب، نتيجة الاعتداء الذي استهدف مقصف كلية الهندسة المعمارية، تلتها جامعة البعث حيث قضى 32 شهيداً من العاملين والطلاب. وفي جامعة حلب 22 شهيداً من العاملين والطلاب وذلك حتى نهاية 2013 والعدد الأكبر منهم قضى في الاعتداء الذي استهدف الوحدة السكنية في الجامعة، على حين بلغت الأضرار البشرية في المشافي التعليمية في محافظات دمشق وحلب واللاذقية من العاملين ومن الكوادر الطبية 24 شهيداَ حتى ذلك التاريخ.
رغم هذا الإرهاب الشنيع كان الهم الأكبر لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي استمرار العملية التعليمية في الجامعات والمعاهد في أعلى طاقتها وصنعت الكثير من القرارات التي تصب في بناء الإنسان وتخريج الكوادر كما وجهت جميع الخطط والبرامج للعمل على إعادة تأهيل وبناء تلك المنشآت التي تم استهدافها على ثلاثة مستويات، إسعافية ومتوسطة المدى وبعيدة المدى حيث قامت حتى الآن بإنجاز وتنفيذ عدد من المشاريع لبعض المنشآت والمشافي التابعة لها.