الصراع الاجتماعي والجريمة.. “الحرب الأخرى”

الثورة أون لاين – د. مازن سليم خضور:

نقدم في هذه القراءة إضاءة إضافية موسعة حول ازدياد معدل “الجريمة” ضمن سلسلة “الحرب الأخرى” على سورية بظل سنوات الحرب وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية.
ظاهرة متنامية في المجتمع السوري وأصبحت معضلة اجتماعية حقيقية وكنا في “الحرب الأخرى” تناولنا هذه الظاهرة ونعيد تناولها بسبب الانتشار الخطير لهذه الظاهرة والمشكلة الأكبر هي نوعية الجرائم المرتكبة بالإضافة إلى الشريحة العمرية التي تقوم بهذه الأفعال فلاحظنا جرائم قتل لم تكن بهذا الانتشار كقتل الأخ لأخيه والأخت لأختها والأب والأم لأطفالهم والعكس صحيح وبالتالي الهدف من إعادة طرح المشكلة التأكيد والتنبيه لمدى خطورة المرحلة وحجم الخطر على المنظومة الأخلاقية في المجتمع السوري وهو الهدف.
وبما أننا نتحدث عن المنظومة الأخلاقية في المجتمع السوري نتطرق قليلاً إلى نظرية متداولة في علم الاجتماع وهي “نظرية“ الصراع الاجتماعي” التي تؤمن بأن الانحراف نتيجة منطقية لصراع المصالح الاجتماعية فالطرف المنتصر في عملية الصراع الاجتماعي يفرض قوانينه وأنظمته على الطرف الخاسر، ويضفي عليها صبغة إلزامية فتصبح عندئذ عرفاً قانونياً للنظام الاجتماعي، وكل ما يخالف ذلك العرف يصبح انحرافاً وترى نظرية الصراع الاجتماعي أن نشوء الجريمة في المجتمع أمر حتمي، لأن القوانين القضائية والسياسية تعكس هذا الصراع.
لكن البعض رأى أن ما طرحته نظرية الصراع الاجتماعي حول أن الجريمة نتيجة حتمية لصراع المصالح الاجتماعية لا يمثل الفهم الشامل لمفهوم «الجريمة» في النظام الاجتماعي فليست جرائم المجتمع الانساني بكافة ألوانها وأشكالها ناتجة من صراع المصالح الاجتماعية بل هناك أسباب أخرى منها الاختلافات العائلية والاختلالات العقلية، والدوافع الشهوية المحضة وغيرها من الأسباب.
نظرية الصراع الاجتماعي لم تغفل أهمية دور المؤسسة العائلية في إنجاز الوظائف المناطة بها اجتماعياً، إلا أن النظرية تؤكد على أن المؤسسة العائلية هي أول مؤسسة اضطهادية يختبرها الفرد في حياته الاجتماعية، حيث تمثل سيطرة الرجل على المرأة في النظام العائلي.
ترى مدرسة الصراع أن الإنسان بالطبيعة خيّر وأن الظروف الاجتماعية المحيطة هي فقط التي جعلته شيطانا، وهذه النظرة تشبه إلى حد بعيد وجهة نظر جان جاك روسو الذي يرى أن الانسان خيَر بطبيعته ولكن تحوله إلى حياة المجتمع غير الطبيعي وهو الاصطناعي هي التي جعلته شريرا يقتل بعضه بعضا وينهب بعضه بعضا, ويعتدي القوي منهم على الضعيف , فمنطق الصراع الاجتماعي إذن يعود إلى تحول وتغير غير طبيعي في تاريخ الإنسان.
موضوع الجريمة ورغم طرحه سابقا إلا أنه من الضروري التذكير به بسبب ارتفاع معدلات الجريمة التي نشهدها في الوقت الحالي حيث احتلت سورية المرتبة التاسعة عالميا في تصنيف معدلات الجريمة للعام 2021، بحسب موقع “Numbeo Crime Index” المتخصص بنشر مؤشرات الجريمة حول العالم.
يذكر أن التقرير استند في تصنيفه إلى عدة مؤشرات، وهي مستوى الأمن الاجتماعي للمواطنين القاطنين ومستوى الجريمة والسرقة، بالإضافة إلى النزاع المسلح والجريمة والتهديدات الإرهابية وبغض النظر عن التصنيف والظروف الذي أخذ بها إلا أن صفحة وزارة الداخلية خير دليل على ارتفاع المعدلات.
رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي زاهر حجو أكد في وقت سابق لإحدى الوسائل الإعلامية أن سورية لا يوجد فيها جريمة منظمة، أي لا يوجد عقلية إجرامية لدى المجتمع، معتبراً أن الشق الإيجابي بموضوع الجرائم أن الأمن الجنائي والقضاة والطب الشرعي يكشفون 50% من الجرائم خلال 48 ساعة، وباقي الجرائم تكتشف خلال أسبوعين كحد أقصى.
وهذا غيضٌ من فيض وعينة مما نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية

https://t.me/syrianmoi


• قتلت شقيقتها الصغيرة وحاولت التستر على الجريمة بالاتفاق مع والدتها مدعية بأن إحدى الأبقار قامت بنطحها وفرع الأمن الجنائي بدير الزور يكشف ملابسات الجريمة ويلقي القبض عليهما.
• فرع الأمن الجنائي بدير الزور يكتشف جريمة لشخص قام بقتل شقيقه وتشريد زوجة أخيه المغدور بسبب خلاف على سقاية الأراضي مستغلاً سيطرة العصابات الإرهابية المسلحة في عام ٢٠١٣ في ريف دير الزور.
• قسم الأمن الجنائي في السيدة زينب يكشف جريمة قتل صاحب مزرعة خططت لها مديرة أعماله والمؤتمنة على أمواله بقصد سرقته.. ويلقي القبض عليها وعلى منفذي الجريمة.
• فرع الأمن الجنائي في حمص يكشف ملابسات جريمة قتل طفلة.. والقاتلة هي الزوجة الثانية.
• بسبب خلاف على الميراث وتعاطي المخدرات قتل شقيقه وادعى أنه انتحر وقسم شرطة دمر في دمشق يكشف ملابسات الجريمة.

• بعد أن قتلها تناوب على اغتصابها مع شريكيه وقسم الأمن الجنائي بالسيدة زينب يلقي القبض عليهم.
• خططت مع ولديها لسرقة منزل والدتها.. وقسم شرطة الدباغة في حماة يلقي القبض عليهم ويسترد المبالغ المسروقة.
• أقدم رجل على قتل طفليه وذلك عبر إطلاق النار عليهما بشكل مباشر داخل منزلهم الواقع بريف مدينة “مصياف” غرب حماة.
• في دمشق جريمة قتل وصفت بالمروعة والضحية عجوز في السبعين من عمرها تعرضت للقتل ثم الحرق قبل أن يقوم الجناة بسرقة مصاغها وأموالها.
• أقدم على قتل زوجة أبيه وإحراق المنزل ليخفي معالم جريمته وفرع الأمن الجنائي في ريف دمشق يكشف تفاصيل الجريمة ويلقي القبض عليه.
هذا النوع من الجرائم المنتشرة ترافق مع نوع آخر في العقاب الشخصي والجمعي البعيد عن القانون حيث انتشرت مجموعة من الصور لعدد من الأشخاص الذين تم تقيديهم وربطهم بأعمدة الإنارة أمام المارة والاقتصاص منهم إما بالشتم والسباب والضرب بعيدا عن القانون ووسائله حيث قامت مجموعة أشخاص بتقييد أحدهم في ساحة القرية وعلى الملأ عقابا له بعد اتهامه بالسرقة وبحسب صفحة وزارة الداخلية أنه بعد احتياله عليهم وجمع الأموال منهم بحجة استثمارها وانكشاف أمره أقدموا على ضربه وقسم شرطة المدينة الجنوبي في طرطوس يتخذ الإجراءات القانونية اللازمة، الحادثة لم تكن الأولى حيث سبقها حادثة مماثلة في درعا وتحديدا في ساحة مدينة نوى حيث تم تقييد شاب بعد اتهامه بسرقة دراجة نارية، ليتكرر المشهد في محافظة السويداء وفي بلدة نمرة شهبا في ريف السويداء الشمالي تم تقييد أحد الأشخاص وتكبيله وتصويره في ساحة البلدة بحجة أنه لص وسارق.
يأتي هذا في وقت أكد فيه وزير الداخلية اللواء محمد الرحمون أن الجمهورية العربية السورية طرف في معظم الصكوك الدولية المعنية بمنع الجريمة وتتعاون في إطار المجتمع الدولي وأجهزة العدالة الجزائية على مكافحتها.
وقال الوزير إن سورية تعاني إرهاباً منظماً مدعوماً من بعض الدول وتتصدى له نيابة عن العالم أجمع، وتقوم بمسؤوليتها لحماية شعبها وثقافتها وحضارتها المتعددة من محاولات القتل والتدمير، مؤكداً على إيلاء سورية أهمية كبيرة للتعاون الوثيق مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، داعياً المكتب لإجراء زيارة ميدانية إلى سورية لتفعيل سبل التعاون.
هذا يؤكد أنه بات من المهم تضافر جميع الوزارات من جهة لإيجاد خطة عمل متكاملة في مواجهة الجريمة من جهة والتنسيق مع المؤسسات الدولية المعنية في هذا الاتجاه وأن تبدأ وزارة الشؤون الاجتماعية مع الجهات المعنية بدراسة واسعة “اجتماعية – نفسية” لتقييم واقع المنظومة الاجتماعية و الأخلاقية في البلاد، وفق قراءة أكاديمية تلحظ ارتفاع معدل الجريمة ” شكلها، نوعها، أسبابها ” و خارطة المرحلة العمرية لمرتكبيها و الخروج بخطة عمل متكاملة تتضمن حتى مقترحات تعديل بعض القوانين الحالية و إنشاء مؤسسات و فرق عملية بالاشتراك مع وزارات أخرى بما يتناسب مع المتغير الخطير. فوجهة الحرب الجديدة خطر يطال الأسرة السورية و يهدد المجمتع.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة