الثورة إون لاين – فردوس دياب:
شكل أطفال سورية هدفاً رئيسيا أيضا للإرهاب بهدف اغتيال مستقبل سورية وتدمير المنظومة الاجتماعية الأهم في المجتمع.
لم تكن الانتهاكات الإرهابية بحق الأطفال السوريين مادية وجسدية فقط، بل تجاوزت ذلك بكثير، فقد كانت نفسية بالدرجة الأولى وهذا في أبعاده وآثاره يشكل أمراً خطيراً على الطفولة بشكل عام، حيث حشدت المجموعات الإرهابية كل أفكارها المتطرفة والعنصرية والإجرامية من أجل تلقينها للأطفال الذين وقعوا بين أيديهم فريسة سهلة أو صعبة في المناطق التي احتلتها ودنستها تلك التنظيمات التكفيرية، الإرهابية المجرمة .
لقد بدأت تلك المجموعات الإرهابية بضخ الأفكار المتطرفة في عقول هؤلاء الذين وقعوا بين أنيابها وهذه كانت المرحلة الأولى من الانتهاكات التي مورست بحق البراءة الذين انتزعوا من مقاعد الدراسة إلى مراكز التطرف والعنف والتدريب على استخدام السلاح من أجل استخدامه فيما بعد للأهداف المرسومة له، وهذا ما حصل، فقد استخدمت تلك العصابات أولئك الأطفال الذين لقنتهم وأرضعتهم العنف والإجرام والتطرف في القتل والذبح.
لا يوجد إحصاءات دقيقة عن عدد الأطفال الذين استهدفتهم المجموعات الإرهابية وانتهكت طفولتهم ، لكن الأرقام والأعداد هي بالتأكيد أرقام مذهلة وكبيرة وتثير الصدمة وهذا الأمر ينسحب على كل الانتهاكات التي كانت تمارسها التنظيمات الإرهابية بحق الأطفال، بدءاً من تجنيدهم للقتال معها، ووصولا الى سوء المعاملة وانتهاك حقوقهم الإنسانية.
لقد عملت التنظيمات الإرهابية على تجنيد واستخدام الأطفال وخاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و14 عاما بغية إجبارهم على القتال معها وارتكاب الممارسات الإجرامية، وهو الأمر الذي أدى إلى قتل مئات الأطفال أثناء استخدامهم من قبل الإرهابيين كدروع بشرية، أو لاستخدامهم في التفجيرات الانتحارية أو الزج بهم في المعارك ووضعهم في الخطوط الأمامية.
كما اتخذت انتهاكات الجماعات الإرهابية بحق الأطفال طابعا مختلفا، لجهة خطفهم وقتلهم وبيع أعضائهم، هذا بالإضافة إلى استغلالهم جنسيا في كثير من الأحيان، وتجريدهم من كل حقوقهم الإنسانية ومن أبسط مقومات حياتهم المعيشية، فكان أغلب الأطفال في الأماكن التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية يعيشون في أقبية وأماكن مغلقة وسجون كبيرة ويمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب الجسدي والمعنوي بما ذلك الضرب والعنف الجنسي، والاغتصاب أو التهديد بالاغتصاب، وعمليات إعدام وهمية، وحروق بالسجائر، والحرمان من النوم، وهذا بهدف قتل طفولتهم وإنسانيتهم، وتحويلهم إلى وحوش قاتلة ومفترسة .
هناك جوانب أخرى للانتهاكات والجرائم التي قامت بها التنظيمات الإرهابية ضد الأطفال السوريين والتي تمثلت بالانتهاكات التي مورست بحق أهليهم ، فكثير من الأطفال كان يتم قتل وتعذيب أفراد أسرتهم أمام أعينهم، كما طالت جرائم الإرهابيين الأطفال خارج المناطق التي احتلوها وكان ذلك من خلال استهداف المدارس بشكل ممنهج لقتلهم و لوقف العملية التعليمية وإبعادهم عن مقاعد العلم والدراسة .لقد كان الأطفال في سورية ولا يزالون أحد الأهداف الرئيسة للحرب الإرهابية المتواصلة على الشعب السوري، لأن أعداء الشعب السوري يعلمون جيدا أن هذه الشريحة العمرية هي عماد المستقبل وهم الأجيال التي سوف تكمل مسيرة البناء والتطوير والتقدم وهم الذين سيتصدون للمؤامرات والمشاريع التي تستهدف هوية وحضارة وانتماء هذا الوطن العربي بأبنائه وتاريخه وحاضره وجيشه العظيم وقائده الكبير.