الثورة أون لاين – علاء الدين محمد:
عاشت الأم السورية في الآونة الأخيرة ظروفا قاسية تتلاطم فيها أمواج القهر والحقد في أبشع أنواع شظف العيش . ورغم ذلك كانت كلماتها، همساتها محملة بأريج الورد وعطر الريحان، وحضورها فيه بوارق نور تخترق السحب لتنير دروب أبنائها وتبدد العتمتة أمامهم .
بعيدا عن عبارات التهنئة المعتادة والجمل التراتبية التي تخرج روتينيا في عيد الأم ،عيد تلك العظيمة التي لايختلف على مكانتها شخصان.حيث احتلت المنزلة التي تكاد تكون الأعلى بين جميع المقربين في حياتنا.
هاقد لاح عيد الأم وككل عام يتذكر كل شخص منا ما سيقدم لأمه ..ومنا من تدمع عيناه ويدمى قلبه لذكراها حيث غادرت ..وفي كل عيد نتمنى ونردد كل عام وأنتن بخير يا أمهات العالم ..ولكن لو تمعنا بتلك العبارة ..هل هن بخير وهل تعمل الإنسانية جمعاء على إنصاف ذلك المخلوق المتفاني الذي نتفق جميعا على مكانتهن وأن يبقين بخير…كيف ونحن في زمن فيه من الأمهات الثكالى يضاهي أمثالهن من الأمهات .فصعاب الحياة والأزمات والحروب والكوارث تركت أثرها على ذلك المخلوق المتفاني أكثر من الجميع فجاءت لتوسعه ألما ووجعا إضافيا ..فمن تلك التي فقدت زوجها لتكون الأم والأب معا ..ومن فقدت فلذة أكبادها لتقضي بقية عمرها حرقة وغصة …وعن تلك التي رحلت تاركة خلفها ذكريات وقهرا وألما معششة في ذاكرة أبنائها من بعدها .. حيث تحرك ذكرى عيد الأم وما تنقله جميع أشكال الميديا كأغنية من هنا ومشهد من هناك فيهم مشاعر يحاولون عبثا تناسيها.. حيث تشعل فيهم نار الاشتياق والحنين إلى ذلك الحضن الدافىء والسلام الأبدي الذي لايمكن لشخص آخر منحه …فيا أمهات العالم كل عام وأنتن للخير والعطاء عنوان في عيدكن نردد ….وللأمهات الراحلات الرحمة والسلام لأرواحكن ..يا من قيل فيكن …الجنة تحت أقدامكن .