التصعيد بدل التراجع!!

 

افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله

هل حَددت إدارة جو بايدن أهدافها، وراجعت ما تبحث عنه، قبل أن تَذهب مَذاهب التصعيد والجنون في كل الاتجاهات الصّعبة التي اختبرتها مكاتب البيت الأبيض سابقاً مع أوباما وترامب على الأقل؟ وهل انتخبَت التوقيت المناسب لتَفتتح المزيد من الجبهات بالاعتماد على التدقيق في مُعادلات القوّة القائمة؟ أم إنّها وجدت نفسها عاجزة عن فعل أيّ شيء إلا عن مُواصلة الخطوات العبثية التي تحاول بها تَسجيل العودة إلى نقطة الصفر التي لا يُمكن العودة إليها؟.

التساؤلاتُ التي ينبغي لإدارة بايدن أن تَطرحها على ذاتها، وأن تبحث عن إجابات لها قبل أن ترتكب حماقات إضافية، هي التساؤلات التي باتت تَعد بالعشرات، بل ربما تُشكل سلسلة طويلة، مُتصلة، ولا تبدو مُتوفرة لديها إمكانية فهم تعقيداتها لتتوفر لديها إمكانية الإجابة عنها، فمن الواضح أنها لا تريد التّخلي عن النهج، ولا عن الأدوات، فضلاً عن أنّها لم تُبطل أوامر العمليات الحمقاء السابقة!.

من الواضح أنّ إدارة بايدن لم تبحث بنتائج مُحاولات التصعيد المُتكرر، بل إنها لم تُكلف ذاتها عناء البحث بالاحتمالات الكارثية التي ستُؤدي لها محاولة إعادة التجارب القديمة التي حتى لو أُعيدت ألفَ مرّة، فإنّ واشنطن لن تحصلَ منها إلا على النتائج ذاتها، ذلك للأسباب التي يُفترض بأميركا أنها تَعرفها جيداً، وقد أخذت علماً بتفاصيل من المُستحيل لها أن تتجاهلها أو أن تُسقطها من حساباتها!.

من بين أهم الأسئلة التي على إدارة بايدن أن تُقلبها وتُمعن البحث فيها، فتَطرحها بجدية ومسؤولية، السؤال الذي لا تُخفي كل الإجابات عنه الاحتمالات التي ستُواجه واشنطن من بعد اختيارها الذَّهاب إلى التصعيد والمُواجهة العلنيّة ليس فقط مع إيران وسورية وخط المقاومة في المنطقة، بل مع روسيا والصين، ذلك على الرغم من أنّ النتائج الماثلة لجولات التصعيد والمواجهة ما زالت طازجة حاضرة، ينبغي لواشنطن أن تَستفيد منها، فتَنكفئ أو تتراجع لا أن تُصعد وتتوهم قُدرتها على الهجوم!.

إذا كانت هيلاري كلينتون قد أُصيبت بارتجاج عطّل ترشحها وفوزها بالانتخابات الرئاسية، فإن السبب ذاته لم يُعطل فوز بايدن كما لم يَفعل مع ترامب، غير أنّ ذلك لا يعني أن ترامب وبايدن يَتمتعان بالقدرات العقلية والذهنية المُؤهلة، وقد مَلأَ الأول فضاءات الدنيا حركات هوجاء وتصرفات صبيانية كان العالم شاهداً عليها وعلى خطواته المَجنونة، يَستكملها اليوم الثاني على نحو لا يَعكس إلا مَبلغَ الخرف ومَدياته لدى الاثنين.

إنّ كل من تابع المواقف الأميركية وتصريحات بايدن الأخيرة حول سورية وإيران والصين وروسيا، وتلك التي طاولت الرئيس فلاديمير بوتين، لا بُد أن يكون قد تَلمس مُستوى الجنون والإعاقة الذهنية لدى مَن حاولَ عَبثاً إظهار نفسه كسياسي مُخضرم، وكرجل مُتزن حكيم أتى ليَجُبَّ أخطاء سلفه وكارثية مُحتوى ولايته الرئاسية، فإذا به يُظّهِّر صورة مُتطابقة، ليَتضح معها أنّ الصورتين تَعكسان مباشرة الصورة الحقيقية لأميركا، كمَركزِ قيادة للبلطجة، وكمُوجه لحركة الإرهاب الدولي المُنظم، ولتَبدو جليّة أحجام الغَطرسة من جهة، والعجز من جهة أخرى لدى واشنطن التي مهما بَحثت عن طرائق للخروج من مأزقها، فلن تَجد الوقت لذلك، ولن تَعثر إلّا على ما سيُغرقها بما صنعتُه لنفسها ولحلفائها ولمُعسكر أدواتها، بيَدها الآثمة لا بيَد سواها.

إنّ جيفري ديلورنتس، ونيكولاس ماير لاندروت بما يُمثلان من مَوقع يُردد صدى الجنون الأميركي – الأوروبي، ما زالا والإدارة الصهيو – أطلسية يُقيمان في الوهم المُتعلق بسورية التي ما بَحثت يوماً، ولن تبحث عن الاعتراف من عدمه بانتخاباتها التشريعية أو الرئاسية، ذلك أنّ ما يتبجحان به من تصريحات سيبقى بلا قيمة حالها حال التصريحات الأخرى التي تُهدد روسيا بجعلها تدفع أثمان ما تَزعم واشنطن ولندن أنها تقوم به في بلغاريا وسواها، شأنُها شأن التصريحات التي تتناول إيران وملفها النووي، وتلك التي تتصل بهونغ كونغ وألاسكا.

إلى طريق مسدود تتقدم واشنطن وتابعها الأوروبي، في كل الملفات وعلى جميع الجبهات والمحاور، بل إنّ واشنطن وبروكسل يثبتان كل يوم أنهما مَعنيان بالتصعيد ومحاولات التفجير خلافاً لما ينبغي للطرفين أن يتحركا باتجاهه سواء لجهة التخلي عن سياسات التدخل والتطاول ودعم الإرهاب، أم لجهة الالتزام بالقوانين الدولية والكف عن خلق مُشكلات إضافية في أربع جهات الأرض، تهديداً للأمن والاستقرار العالميين.

“هناك قرارات أميركية غير مُعلنة تجاه روسيا، والرئيس بايدن من حقه الرد بالطريقة التي يَختارها”، “لن نَعتمد العقوبات فقط في تَعاملنا مع روسيا وهناك وسائل لن نُفصح عنها”، “الصين تُهدد الاستقرار العالمي” .. إلى آخره من تصريحات هوجاء تصعيدية مجنونة تَصدر يومياً عن واشنطن باتجاه سورية وإيران، وباتجاه كل الرافضين لسياسات الهيمنة والغطرسة والعدوان، فهل اختبرت واشنطن جبهتها الداخلية وحال أدواتها الرخيصة قبل أن تُقرر خطوات الجنون الجديدة؟ أم إنّ مهمة حَملِ نتنياهو وإنقاذه كحارس للمشروع الصهيوني لها الأولوية وكل الميزات التفضيلية حتى على المصالح الأميركية والأطلسية؟!.

 

آخر الأخبار
الأولمبي يواجه نظيره الأردني ودياً فرساننا يعتلون منصات التتويج في دبي حضور مُشرف لربّاعنا الكاتب في التضامن الإسلامي فريتز يحلق في تورينو وسينر يسرق الأضواء زيارة الرئيس الشرع للبيت الأبيض.. تحوّل المسار السوري وتوازنه إقليمياً ودولياً تصريحات أميركية بعد اجتماع الشرع مع ترامب بعد دقائق من دخول الشرع إلى "البيت الأبيض".. الخزانة الأميركية تصدر قراراً مهماً  مركز للتصوير بالأمواج فوق الصوتية في مركز الأورام بمستشفى اللاذقية الجامعي  الرئيس الشرع يصل "البيت الأبيض" ويبدأ محادثاته بجلسة مغلقة إعادة تأهيل 320 مدرسة في إدلب زيارة الرئيس الشرع لـ"البيت الأبيض".. ماذا تريد واشنطن من لقاء دمشق؟ بعد 116 يوماً على اختطافه.. الدفاع المدني يجدد مطالبته بالإفراج عن حمزة العمارين سوريا تطرق أبواب "التحالف الدولي".. هذه أبرز الانعكاسات على الخرائط السياسية والعسكرية   ثلاث مشاجرات وحالة إغماء.. حصيلة يوم في "كهرباء حمص"..!  30 ألف مستفيد سنوياً من خدمات مركز الإعاقة ومصابي الحرب وفد سويسري – ألماني يضع ملامح تطوير التعليم المهني في دمشق أجندة ترامب الشرق أوسطية.. لماذا زار الشرع واشنطن قبل صفقة بن سلمان الكبرى؟ بسلاح الحجة والعقلانية.. الرئيس الشرع يفرض الحوار من أجل إلغاء قانون "قيصر" خلال أقل من عام.. كيف أوصل الشيباني سوريا إلى مكاتب "البيت الأبيض"؟ "رويترز".. هل باتت الوكالة البريطانية الوسيلة الأخيرة لترويج تنظيم "داعش" في سوريا؟