الثورة أون لاين- يحيى الشهابي:
يحمل شهر آذار بين طياته العديد من المناسبات الإنسانية والوطنية ففيه الدفء والحنان الذي يترافق مع حنو شمسه الدافئة وابتسامات زهور أشجار اللوزيات والمشمش والنباتات العطرة التي تترافق مع تغريد العصافير وهي تتراقص بين أغصان الطبيعة ، وما بزوغ أوراق الكرمة ” دوالي العنب ” الا تباشير خير ليبرز يوم خاص هو يوم ٢١ آذار بمعانيه الإنسانية وتعابيره التي تعجز الكلمات عن الإحاطة بذكرى عيد الأم الذي يحتفى فيه بتكّريم الأمهات وتقديم باقات الزهور والهدايا لهن تعبيراً عن امتنان الأبناء لهن بعطفهن واعترافاً بجميل لا يمكن تعويضه.
وفي لقائنا مع بعض الأمهات لمعرفة شعورهن بهذا اليوم كانت البداية مع السيدة أم أحمد حامد 60 عاماً ، هي أم لأربعة أبناء وثلاث بنات تتذكر كيف كانت تجتمع مع أبنائها قبل أن يسافر بعضهم خارج الحدود بسبب الحرب العدوانية على بلدنا والأحداث المؤلمة التي مرت بها فتقول: صحيح أننا في مجتمع يحترم الأم ويقدرها لكن الظروف الاجتماعية والمعيشية فرضت على الأبناء الابتعاد قليلاً عنّا والبعض الآخر سافر الى بلاد بعيدة رغم أنهم يتواصلون معنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة، بيد أن فرحتي بأبنائي وأحفادي الذين يجتمعون عندي اليوم ينقصه وجود أبنائي الغائبين عني. ولكن مايعوض ذلك هو وجود أبنائي وأحفادي الذين يرافقون آباءهم وهم يحملون الهدايا التي لايمكن وصف طعمها المعنوي الذي لا يعوض الا بعودة باقي الابناء الغائبين عن بصري لتكتمل فرحتي بوجودهم .
تشجيع للأحفاد
أم حسين طه معلمة وجدة 56 سنة تعتبر أن هذا اليوم بنكهته الخاصة يعد بمثابة وسيلة تربوية وأخلاقية ودرس ضروري وهام للأبناء في هذا الزمن حيث فقد الأبوان قليلاً من الاهتمام والرعاية نتيجة ظروف العمل، أو بسبب التربية القاصرة حيث أخذت الزوجة اهتماماً أكثر في بعض الحالات من الأمهات فزيارة الابن وزوجته مع أبنائهم لوالدته لاشك أنها ستترك أثراً مستقبلياً في نفس الطفل والجدة. فبالنسبة للطفل نعزز لديه قيمة انسانية واجتماعية ذات أثر مهم كاحترام الابن لأمه والاعتراف بجميلها لاسيما وأنها كانت سبباً في وجوده وقدمت التضحية في سبيل أبنائها.
أما بالنسبة للأم فهي تكريم واهتمام تعتبره ضرورياً لوجودها واعترافاً بجميلها حتى وإن كان حضوراً بدون هدية مادية ولذلك أنا مع تكريس هذا اليوم و تبيان فضل الأم وتكريمها حالما وجد الابن فرصة سانحةً لهذا الفعل.
الأم مدرسة
الآنسة سميرة عبدو 35 عاماً موظفة تعتبر عيد الأم مناسبة للصلاة على روح الأمهات اللواتي توفاهن الله وذكرى لفضائلهن واعترافاً من أبنائهن لذكراهن لاسيما من قبل الأبناء الذين خطو خطواتهم الأولى بفضل تضحياتهن وعملهن ليكونوا أبناء صالحين في مجتمعهم.
وما هذه الأمثلة إلا غيض من فيض حيث يقول أحدهم : “يظل الرجل طفلا حتى تموت أمه,فإذا ماتت شاخ فجأة .
ويقول آخر أن الكثير من الأقوال والأمثال في مجتمعنا تشير الى أهمية الأم في حياة أبنائها مثل ” ريحة الأم بتلم” و”لا حنان بعد حنان الأم” وصدق الشاعر عندما قال: الأم مدرسة إذا أعددتها ..أعددت شعباً طيب الأعراق . ناهيك عن قيمنا الدينية والاجتماعية التي حضت على احترام وتقدير الأم والامتثال لرغباتها ومتطلباتها.
فالأم التي ارضعت أبناءها مع حليبها حب الوطن والتضحية بكل غالٍ ورخيص دفاعاً عن كرامته وحريته ولعبت دوراً رائداً وفعالاً في تربية أبناء ثبتوا على مبادىء تحفظ الكرامة والعزة والإباء واستشهدوا دفاعاً عن هذه المبادىء.. لهؤلاء الأمهات كل الاحترام والتقدير ليس في عيد الأم فقط بل في كل لحظة وزمان .
تحية لكل الأمهات في بلدنا الحبيب وأخص الأمهات اللواتي فقدن فلذات أكبادهن دفاعاً عن كرامة الوطن وإلى كل الأمهات المخلصات للوطن وحريته راجياً من الله أن يشملهن برعايته ويديم عليهن الصحة والتوفيق.