لم يعد الكلام عن نهج الغطرسة الأميركية والهيمنة على الدول وقرارها المستقل ونهب ثرواتها كلاماً نظرياً.. إننا نشاهد ما يحدث كما تشاهده كل شعوب العالم، نشاهد الغطرسة وكلّ أشكال العدوان والاحتلال التي ارتسمت ملامحها بوضوح في العراق وسورية وفي كل مكان غير مرتهن هو ومن فيه لأميركا.
فعلى الرغم من تاريخها القصير إلا أن الولايات المتحدة الأميركية واحدة من أكثر الدول التي خاضت حروباً في العالم في التاريخ المعاصر وتحديداً تلك التي تتطلب خوض المعارك والحروب الكبرى واسعة النطاق خارج أراضيها وكانت الأراضي الأجنبية دائماً مسرحاً للمعارك والحروب الكبرى.
والأمر في أي عدوان لم يعد يقتصر على عدم توافر أي مسوغات واضحة أو مقنعة لأن أميركا تجاوزت في عدوانها كل شيء حتى حدود الجنون الأميركي الذي يستند على قاعدة الهمجية والوحشية التي تستهدف بالدرجة الأولى تدمير حضارات الشعوب وقتل المدنيين ونهب ثروات الدول وانتهاك سيادتها واستقلالها.
وإذا كانت الحروب عملية حسابية قبل أي شيء آخر فقد أثبتت كل الوقائع أن جميع الحسابات الأميركية خاطئة على كل المستويات.
ولعل هناك من يسأل.. كيف؟
صحيح أن هناك مغفلين كثيرين في الدنيا.. ولكنهم ليسوا بالكثرة التي تتصورها أميركا..
فبعد مرور سنوات على احتلال العراق وبعد كل ما حدث ويحدث يومياً تريد أميركا من العالم أن يصدق أنها ذهبت لتحرير العراق وحمل الديمقراطية إليه.
أيضاً من الذي يمكن أن يُصدق بعد كل ما حدث ويحدث في سورية وفي دول كثيرة أن الولايات المتحدة الأميركية قادرة على إيهام العالم بأنها تفعل ذلك من أجل الحرية.. وهل يوجد عاقل في الدنيا يمكن أن يقتنع بمثل هذا الكذب والتزوير والتحايل بعد كل ما حدث من قتل وتدمير و إبادة للمدنيين..؟ كيف يُصدقها أحد وهي الآن الدولة الوحيدة صاحبة القدرة الفائقة على الفبركة والقص واللصق والمونتاج والدبلجة واختلاق الذرائع؟
من يصدق أميركا في كل ما تقوله وهو يشاهد الدم ينزف من الأطفال والنساء والشيوخ؟ وكيف لأي عاقل أن يستمع إلى أميركا وهو يشاهد الصواريخ والقنابل تدخل إلى البيوت وتصيب المدنيين حتى وهم في غرف نومهم..
ويبقى السؤال: متى يعلم الذين تستخدمهم أميركا أدوات لتنفيذ مشاريعها الاستعمارية؟
إن حقيقة الديمقراطية الأميركية هي استخدام أحدث الأسلحة والتقنيات لاحتلال الدول وتدميرها وضرب المدنيين ونهب ثرواتهم تحت ذرائع وهمية مفبركة كنزع أسلحة الدمار الشامل كما حدث في العراق مثلاً في حين يعلن فيه الكيان الصهيوني علانية إنشاء متاحف للأسلحة النووية..
ولذلك بات الأمر مكشوفاً أن أميركا لا تريد خيراً لكل ما يتعارض مع مصالحها وأكثر من ذلك وضوحاً وبكل علانية فإن أميركا أصبحت مصدراً للفوضى والإرهاب في العالم لأن أميركا دولة همجية تعتمد على القتل و النهب، ولم يعد أي شيء تقوله الإدارة الأميركية قابلاً للتصديق بسبب الكذب والنفاق وأيضاً الحسابات الخاطئة في علاقاتها وأعمالها مع الدول والشعوب.
الكنز – يونس خلف: