الثورة أون لاين – رويدة سليمان:
لا تقتصر الخدمات التي تقدمها المراكز الصحية التابعة لجمعية تنظيم الأسرة على الخدمات الصحية العلاجية الدوائية ،بل تشمل أيضاً العلاج الوقائي بتقديم المشورة الصحية و الوعي الصحي و ذلك من خلال عناوين متنوعة تخص الأسرة يتم طرحها على المراجعات للمركز ، لمعرفة ما يمتلكنه من معلومات عن موضوع ما ومن ثم تبادل الآراء و الخبرات و الوقوف على الحقائق.
(تنظيم الأسرة) أحد هذه العناوين التي تناولته مقدمة المشورة الصحية في مركز باب مصلى الصحي، السيدة غادة لوكه ، و قد أخذت المناقشات مع زائرات المركز بخصوص هذا العنوان شكلاً ودياً و لم يعتمد أسلوب التلقين الخطابي المباشر بل أسلوب الحوار والنقاش للوصول للمعلومة الصحيحة و تصحيح المفاهيم الخاطئة،حيث ما زال البعض يرى أن المقصود بتنظيم الأسرة هو تحديد النسل أي إيقاف الإنجاب عند حد معين مسبقاً لعدد الأطفال بغض النظر عن ظروف الأسرة،و هذا المفهوم يحمل فكرة الإكراه و الإجبار و يتنافى مع حقوق الإنسان بينما يعني مفهوم تنظيم الأسرة كما تؤكد مقدمة المشورة الصحية لوكه..هو سعادة و صحة الأسرة، هو القرار الواعي الذي يتخذه الزوجان في ضبط عدد المواليد في الأسرة بما يتوافق مع ظروفها الصحية و المادية.
و عن مزايا وفوائد تنظيم الأسرة ركزت المراجعات على الناحية المادية أي على الأسرة إقامة توازن بين دخلها و عدد أفرادها، ليرتفع نصيب الفرد من دخل الأسرة و بذلك يمكن تأمين حاجاته و متطلباته و رغباته بصورة أفضل و يجنبه الوقوع في الانحرافات السلوكية التي يمكن أن تنشأ نتيجة الحرمان و الحاجة و عدم كفاية دخل الأسرة ،و أضافت لوكه :أن من أهم أهداف تنظيم الأسرة منع استنزاف طاقة الآباء و الأمهات والتمتع بصحة جسدية و نفسية تنعكس إيجابيا ً على بنية الأسرة و استقرارها و تماسكها و يوفر تنظيم الأسرة الحنان و الجو العاطفي الآمن للأبناء و لها علاقة بتحسينات في الصحة و التعليم و سوق العمل و إعادة النظر في أساليب العيش و أنماط الاستهلاك و الإنتاج.
كثير من الوعي قدمه هذا اللقاء التوعوي و لا سيما فيما يخص وسائل تنظيم الأسرة و التي تجهلها بعض السيدات أو لا ترغب باستخدامها نتيجة شائعات أو مفاهيم مغلوطة .
بدورنا نؤكد أن الأسرة المستقرة هي محط أمان و راحة و اطمئنان لأفرادها من جهة و هي ركيزة البناء الاجتماعي و الخلية الحية التي ترفد المجتمع بالبقاء و الحياة ،و كلما كانت في وضع مؤهل و قادر على العطاء كلما كان لها إسهام أكبر في بناء الشخصية و تحقيق توازن نفسي و انفعالي لأفرادها و ذلك ينعكس على المجتمع صحةً و عطاءً وحيوية.