” دبس الرمان” عادة تراثية يجيدها أهل الريف

الثورة – زهور رمضان:

يعتبر دبس الرمان أحد أشهر طقوس الريف السوري الممتزج مع ذكريات الطفولة وأيام الخريف اللطيف، كونه مرتبط بموسم قطاف الرمان الذي اعتادت عليه أغلب عائلات الريف السوري خلال الفترة من شهر أيلول وحتى تشرين الأول من كل عام.

لكن الأحوال ربما تغيرت مع عصر التطور الصناعي والاعتماد على الأجهزة الحديثة، بعد بناء العديد من المصانع الخاصة والعامة التي تقوم بتصنيع عصير الرمان التجاري، حيث تكون الكلفة أقل والسعر مناسب مع توفيرها لموائد المواطنين، إلا أن عصير الرمان الجبلي يبقى جزءاً من تراث السوريين ومهنة تتوارثها الأجيال إلى يومنا هذا.

مراحل الغلي

يقول أبو تمام ذو الثمانين عاماً أن مرحلة تصنيع دبس الرمان تبدأ بعد جمع حبات الرمان الحامض أو شديد الحموضة وتقسيمها بالنصف بعد فرطها وتنظيفها من بقايا قشور وعروق الرمان قبل عملية فرز الحب لتبدأ مرحلة العصر، حيث كانت تتم من خلال وضع حب الرمان ضمن أكياس من الخيش المثقوبة وطحن الحب يدوياً حتى الانتهاء من كامل الكمية.

بينما اليوم يعصر ضمن عصارات آلية، ليوضع بعدها “الزوم” المعصور ضمن حلة الغلي أو “الجعيلة”، ويتم إيقاد النار تحتها، انطلاقاً من الحطب الرفيع حتى يبدأ الزوم بالغليان بعد حوالي ساعة أو أكثر وهكذا يتم الإبقاء على النار مشتعلة بهدوء في مرحلة الغليان، لمدة طويلة قد تستمر لعشر ساعات أو أكثر حتى يتعقد الزوم ويصبح متماسكاً وكثيفاً، مع مراعاة القيام بتنظيف الدبس كل ربع ساعة عن طريق قش “الرغوة” وهي الطبقة البيضاء المتشكلة على سطح الدبس المغلي، وبعد ضمان تماسك عصير الرمان وتكاثفه يتم إخراجه من الحلة وتجميعه في أواني زجاجية صغيرة تدعى القوارير كل كيلو أو نصف كيلو مع بعضها.

تعقيد الدبس “تدبيس”

أما بثينة عيد التي اعتادت على العمل في دبس الرمان كل عام والمتاجرة به ذكرت أن عملية تصنيع الدبس المغلي ما هي إلا عملية تعقيد لعصير الرمان عن طريق غليه وتبريده، وبهذا الشكل يمكن تخزينه طوال فصل الشتاء بدون أن يصيبه أي تعفن أو عملية “القطن”، وهي تشكل العفن البيض أو غيرها، وهكذا يمكنها المتاجرة بالدبس واستخدامه كنكهة تضاف لطبق السلطة المرغوبة على موائد السوريين مع اللحم المشوي أو المقلي والفروج خاصة في أيام الشتاء والبرد القارس.

في حين أكدت صفاء علي التي تستمتع بتصنيع دبس الرمان كل خريف أنها ترسل لكل جيرانها عينة من الدبس المغلي بعد تعقيده كنوع من البركة والإلفة بين الجيران وزرع روح المحبة والتعايش المجتمعي.

فيما بينت السيدة أم محمود أنها تصنع الدبس كل خريف كأحد مواد المونة لأبنائها في فصل الشتاء خاصة مع انقطاع عصير الليمون الطبيعي الشهي مع الخضروات، ويؤكد بسام شاعر أن دبس الرمان، من أساسيات الاستعداد لفصل الشتاء في مناطق مصياف والأرياف السورية فكل كيلو من الدبس تحتاج لعشرة كيلو من الرمان الحامض.

مقبلات شعبية

هذا وبينت منال صارم أنها تقوم بغلي عصير الرمان بعد طحن حبات الرمان بالخلاط الكهربائي حسب توقيت التقنين الكهربائي، وتضيف أنه يمكن تصنيع العصير الرمان المخصص لمرضى القلب عن طريق عصر الرمان “اللفان” بدلاً من عصير الرمان الحامض وتصنيع زوم الرمان الذي تشكل مادة أساسية لأغلب الأكلات الشعبية، مثل السلطة والمقبلات والبطاطا المقلية أو اللحم المشوي والمقلي، وهي أكلة شعبية لا يمكن أن تنساها بعدما تتذوقها.

مهنة شاقة

بيد أن هذا الطقس الجميل مهدد بالاندثار بسبب تراجع الكثير من أهالي المنطقة عن صنع الدبس وغليه لأنه يتطلب مجهوداً كبيراً عند غليه وتحضيره، رغم أنها تبقى مقبلات شعبية كبيرة خاصة عند كبار السن الذين يتجمعون حول النار ووعاء الغلي يتناولون المشروبات ويتجاذبون أطراف الأحاديث والسير الشعبية الطريفة.

بهذا الخصوص أكدت الدكتورة رنيم اسماعيل أن دبس الرمان يحتوي على عدد كبير من الفيتامينات خاصة الفيتامين “ب” الذي يعزز صحة المعدة والقولون والجهاز الهضمي في العموم فضلاً عن فوائده الطبية في حماية الإنسان من مرض القلب فهو يقلل من نسب الكوليسترول في الدم ويبطئ نمو اللويحات على جدران الشرايين ويزيد تدفق الدم في الأوعية الدموية كما يحمي من أمراض الأمعاء الالتهابية.

ونصحت بتناول دبس الرمان على الريق لأنه يخفض ضغط الدم المرتفع ولفتت أن دبس الرمان يحتوي على عدد كبير من الفيتامينات خاصة الفيتامين “ب” الذي يعزز صحة المعدة والقولون والجهاز الهضمي في العموم فضلاً عن فوائده الطبية في حماية الإنسان من مرض القلب كما ذكر آنفاً باعتباره يقلل من نسب الكوليسترول في الدم ويبطئ نمو اللويحات على جدران الشرايين ويزيد تدفق الدم في الأوعية الدموية كما يحمي من أمراض الأمعاء الالتهابية.

آخر الأخبار
قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي "تربية حلب" تواصل إجراءاتها الإدارية لاستكمال دمج معلمي الشمال محافظ إدلب يلتقي "قطر الخيرية" و"صندوق قطر للتنمية" في الدوحة "تجارة دمشق": قرار الاقتصاد لا يفرض التسعير على المنتجين