بين المسافة والبعد..

فجأة تفقد كل مفاتيح قدرتها على التواصل مع الآخر..
على حين غفلة من وعيها، تضل سبيل التقاط شيفرة ذاك الآخر.. ربما ضيعتها من دون سابق معرفة منها.
لماذا نتوه عن عيش أجمل اللحظات، التهاء بمحاولة فك شيفرة قد يتعذر على صاحبها ذاته فهمها؟!
لو أن تلك الشيفرة/اللغز ذات هيئة لوحية كما في الأجهزة الذكية.. هل كان سيسهل حينها التعامل معها؟
حين نتعثر في فهم الآخر تخلق بيننا وبينه مسافة.. يصبح بعيداً كما لم يكن يوماً..
أتكون مسافة البعد سبباً في عدم القدرة على تكريس قناة تواصل فعالة، فثمة أنواع للمسافة وأشكال للبعد؟..
تدرّب نفسها على جسر هوة البعد بينهما.. وتعي تماماً أن أصعب أنواعه تلك غير المنظورة..
لو كانت المسافة بينهما مكانية..
مجرد أمنية.. كما الحاصل حالياً بسبب الوباء المنتشر، سيكون الحل تماماً كما يقترح المهندس “جون ستورس هول” في كتابه (المستقبل النانوي)، عبارة عن رقاقة نانوية تحتوي على نسخة من دماغ الإنسان تشتمل بدورها “على كل معلومة بيولوجية، وحسية، وكذلك التجارب والمشاعر المرتبطة بها وتثبيتها في روبوت خاص به” فإذا كان الروبوت على علاقة حب مثلاً، “فإن الإنسان خاصته سيشعر به”..
إذا انسجمنا وتفاعلنا مع وعود كثيرة يشي بها المستقبل النانوي، ربما وصلنا إلى طريقة عيش تدفعنا وتجعلنا نستغني عن النسخة الأصلية من الآخر/المحبوب.. وأبقينا على نسخته من “رقاقة نانوية” مزروعة في روبوت..
وليس مستغرباً، عندها، أن يتم تصميم ذاك الروبوت على هيئة آدمية تتطابق مع هيئة الحبيب البشري الحي.. لكن مع وقف التنفيذ.. فهو بعيد وغائب.
للحظة.. تدرك أن هذا الحل يشتمل على بذور مشكلة..
لأننا في الوقت ذاته الذي نشعر به بحضور الآخر عبر الروبوت، نكون -عملياً- آخذين بالابتعاد عن جزء من آدميتنا.
هل هي بذور تواصل يتأقلم مع الوضع الحالي والقادم، أم بذور فناء للطبيعة والصيغة البشرية الحية من التواصل الحقيقي؟
وهل فعلياً، نجسر هوة البعد والمسافات أم نخلق نوعاً آخر منها أكثر وحشةً؟!
رؤية- لميس علي

آخر الأخبار
إلزام المنتجين بتدوين سعر البيع للمستهلك ..هل يبقى حبراً على عبوة ؟!    المراكز الزراعية.. تحديات الرواتب المنخفضة وفوضى المدخلات تهدد الأمن الغذائي التحليل الإحصائي للبيانات يعزز استقرار النظام المصرفي حرق النفايات حلّ.. في طياته مشكلات أكبر بين الإصلاح والعدالة طفرة الذكاء الاصطناعي هل تنتهي ؟ التغذية والرياضة..لتجاوز سنّ اليأس بسلام وراحة مؤسسة بريق للتنمية ..دعم مبادرات الشباب واليافعين والمرأة كيف يشعر الإنسان بالاغتراب في المكان الذي ينتمي إليه؟ مبادرات مجتمعية تنهض بالنظافة في حي الزاهرة بدمشق التضليل الإعلامي.. كيف تشوه الحقائق وتصنع الروايات؟ "نسمع بقلوبنا" عشر إشارات تكسر حاجز الصمت جدران مصياف تروي قصصاً فنيّة اتفاق الكنائس والإدارة الذاتية حول المناهج التعليمية.. خطوة تهدئة أم بداية لتسوية أوسع..؟ الحكومة الألمانية توجه دعوة رسمية إلى الرئيس الشرع لزيارة برلين فواتير بالملايين ودخل ضعيف.. حيرة الحلبيين مع الأعباء الاقتصادية سوريا كنز سياحي يؤهلها لجذب 40 مليون سائح سنوياً كأس العالم للناشئين.. بداية قوية للبرتغال وتونس الهلال يعزز صدارته لدوري أبطال آسيا للنخبة الجنرال فوتيل يبحث مع وزير الطوارئ جهود التعافي والاستقرار