الثورة أون لاين – ناصر منذر:
مع غياب الحلول الإسعافية لتحرير السفينة العملاقة “إيفر جيفن” العالقة في قناة السويس، تشهد حركة التجارة العالمية المزيد من الفوضى التي أثرت على الأسعار العالمية، وتفاقم من حجم الخسائر بسبب تحويل عدة سفن مسارها بعيدا عن المجرى المائي، الأمر الذي زاد من تكاليف الشحن لناقلات المنتجات البترولية وصلت إلى ما يقارب الضعفين خلال الخمسة أيام الماضية، ويخشى أن تواصل أسعار النفط والمنتجات الأخرى ارتفاعها، بفعل المخاوف الدولية من احتمال توقف الملاحة في قناة السويس لعدة أسابيع قادمة.
تعطل الملاحة عبر القناة الواصلة بين أوروبا وآسيا، أدى إلى تعميق مشكلات خطوط النقل البحري التي باتت تواجه اضطراباً حقيقياً، وتأخيرات في توريد سلع التجزئة إلى المستهلكين، حيث قدرت وكالة بلومبرغ حجم البضائع المعطلة بسبب السفينة الجانحة في القناة ، بنحو 10 مليارات دولار يومياً، من السلع النفطية وغير النفطية كانت تمر عبر قناة السويس يومياً.
ويتوقع محللون تأثيراً أكبر على الناقلات الأصغر والمنتجات البترولية، لاسيما صادرات النفتا وزيت الوقود من أوروبا إلى آسيا، إذا ظلت القناة متوقفة لأسابيع، حيث تسبب جنوح سفينة الحاويات ” إيفر جيفن” البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، صباح الثلاثاء الماضي خلال رحلة من الصين متجهة إلى روتردام في الناحية الجنوبية للقناة، قرب مدينة السويس، في ازدحام مداخل القناة.
صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية نشرت صورة، استندت فيها إلى بيانات الملاحة MarineTraffic، أظهرت من خلالها الازدحام المروري الخانق أمام القناة، فيما أظهرت خريطة تفاعلية لموقع “فيسيل فاينادر” المتخصص بحركة السفن، أن عشرات السفن تنتظر عند جانبي القناة وفي منطقة الانتظار في وسطها.
صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” الصينية، ذكرت بدورها، نقلا عن بيانات شركة Kpler، أن سفناً تنقل نفطاً بقيمة تزيد على 400 مليون دولار لا يمكنها العبور عبر قناة السويس، الأمر الذي قد يؤثر على إمدادات النفط.
وفيما تواصل مصر الجهود لإخراج ناقلة الحاويات الضخمة، قالت شركة “سميت سالفدج” الهولندية المكلفة من مجموعة “إيفرغرين مارين كورب” المشغلة للسفينة التي تتخذ من تايوان مقراً للمساعدة في إخلاء السفينة، فإن العملية قد تستغرق “أياماً أو حتى أسابيع”، وهو ما أكده بيتر بيردوفسكي المدير التنفيذي لشركة “رويال بوسكاليس” الشركة الأم للشركة الهولندية بالقول “إنه حوت ثقيل جدا على الشاطئ، إذا جاز التعبير”.
وذكرت شركة “إيفر جرين” التايوانية أن الشركة مالكة السفينة عينت شركتي سميت سالفدج من هولندا ونيبون سالفدج من اليابان وسوف تعملان جنباً إلى جنب مع قبطان السفينة وهيئة قناة السويس لتنفيذ خطة تعويم السفينة العالقة، مشيرة إلى أنها ستواصل التنسيق مع الشركة المالكة للسفينة وهيئة قناة السويس للتعامل مع الموقف بأقصى درجة من السرعة لضمان استئناف الرحلة في أسرع وقت ممكن وللتخفيف من وطأة تبعات الواقعة”.
يشار إلى أن محاولات تحرير السفينة تتواصل منذ يوم الثلاثاء الماضي باستخدام القاطرات والجرافات الثقيلة لكن الملاحة في القناة مازالت معطلة لليوم الخامس على التوالي مع فشل جميع محاولات التعويم.