لم تبق جريمة ولا ممارسة تعسفية إلا وفعلتها ميليشيا (قسد) الانفصالية أداة المحتل الأميركي في الجزيرة السورية، وآخرها تطويق مخيمات اللجوء وحصارها واقتحامها واختطاف بعض من لجؤوا إليها، كما فعلت في مخيم الهول للاجئين الذي تسيطر عليه بالتنسيق مع القوات الأميركية الغازية للأراضي السورية.
فلم تكتف هذه الميليشيا العميلة باحتجاز آلاف المهجرين بهذا المخيم في ظروف مأساوية تنذر بحدوث كارثة إنسانية، في ظل النقص الشديد بمتطلبات البقاء على قيد الحياة، من مياه وأدوية وطبابة وغذاء وأمن وغيرها، ولاسيما مع انتشار جائحة كورونا، بل تماهت مع المحتلين ومارست بالإيعاز منهم سياسات اختطاف قاطنيه واقتياد بعضهم غير مرة إلى جهات مجهولة، فضلاً عن نقل الإرهابيين من سجونها ومعتقلاتها إلى القواعد الأميركية غير الشرعية لتكليفهم بنشر الفوضى الهدامة حين تتطلب مصالح الغزاة وأجنداتهم.
ولنعد إلى سجل هذه الميليشيا الانفصالية لنرى كم بات حافلاً ومتخماً بالجرائم ونشر الفوضى الهدامة، من قتل الأبرياء إلى تشريدهم وتجويعهم وتعطيشهم، وقطع المياه المتكرر عن مليون مواطن في الحسكة وريفها خير شاهد، مروراً بإغلاق المدارس وطرد طلابها وموظفيها ومعلميها، ومنع جيل كامل من أبناء الجزيرة من تلقي تعليمه إمعاناً منها بتجهيله ونشر الظلام في أوساط أهلنا هناك.
إذاً هو المسلسل المبرمج الذي تنفذه منظومة العدوان بقيادة واشنطن ضد أهلنا في الجزيرة، وتوعز دائماً إلى أداتها (قسد) لتنفيذه، لنشر الفوضى الهدامة وقتل السوريين وتحقيق الأجندات الانفصالية المشبوهة التي تحقق أجندات أميركا والكيان الإسرائيلي الاستعمارية وفي مقدمتها رسم خرائط المنطقة الشرقية من سورية على مقاساتها العدوانية.
ويبقى السؤال الأهم هو: أين المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان مما يجري في مخيمات اللجوء من جرائم، ومما يجري في الجزيرة السورية بشكل عام؟ أين هي غيرتها على مبادئها التي تصدع بها رؤوس العالم حين يتعلق الأمر بقضايا تريد واشنطن وحلفاؤها إثارتها؟!.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير- أحمد حمادة