لم ير التاريخ أكثر صفاقة وغلواً في الإجرام وأكثر دجلاً وتزويراً للحقائق وتشويهاً للمعطيات، وأشد إمعاناً في الغطرسة العدوانية من الإدارات الأميركية، في كل ما يصدر عن أركان بلطجتها من تصريحات هزلية وطروحات ملغومة ومزاوداتهم الدنيئة بحقوق الإنسان على خشبات الادعاء الكاذب في المحافل الأممية.
سيناريو التباكي الفج ذاته والمزاودات الممجوجة نفسها لا يسأم مدعو الانسانية من اجترارها كل مرة على المنصات الدولية، وليس آخرها التصريحات حول الأوضاع في سورية في مجلس الأمن التي أدلى بدلوه فيها وزير خارجية أميركا انتوني بلينكن ، فتباكي الذئاب على واقع حال السوريين الذين يحاصرون لقمة عيشهم وغذائهم وأدويتهم، والإمعان في المواربة والتنصل من جرائمهم وإرهابهم الاقتصادي الذي يطوق سبل حياة السوريين هو الفجور السياسي بعينه والعربدة الوقحة بكل تجلياتها، فتغليف الغايات السياسية بقشرة الدواعي الإنسانية لعبة تتقن فنون الخداع فيها واشنطن وأذنابها من دول الغرب المنافق، وحين يتاح للدجل منابر وللادعاء منصات فإن كل ما سيتفوه به تجار الحروب وعتاة الشرالإرهابي من ترهات تفوح منه رائحة النفاق النتنة.
في تصريحات بلينكن عن أحوال السوريين الصعبة وقلقه المزعوم على أوضاعهم المعيشية ذروة العربدة المقيتة و منتهى الانحطاط الأخلاقي والإنساني، إذ كيف للمجرمين القتلة الذين يغوص سيف إرهابهم العسكري والاقتصادي عميقاً في الجسد السوري المقاوم أن يحاضروا بالإنسانية ؟! وكيف لمن يطوقون حياة السوريين بزنار الحصار الخانق والجائر ويسرقون على الملأ الدولي مقدراتهم وثرواتهم ويجاهرون بلصوصيتهم أن يرتدوا لبوس الحملان الوديعة و يتباكوا بكل فجور على أحوالهم الصعبة؟!!.
إذاً هي المتاجرة القذرة بكذبة الإنسانية التي أخرجت واشنطن لتتباكى على أحوال السوريين المعيشية الصعبة، وهي ذاتها ما أخرج قبلها جوقة ثعابين السياسة الغربيين ليمارسوا طقوس دجلهم المقيت على مسرح المزاودات البغيضة في بروكسل، في مشهدية وقحة فاحت من منصاتها ومن ما تم تعويمه على سطحها الدعائي المغرض، روائح التآمر النتنة على الشعب السوري الذي كابد من سيف إرهابهم الدموي الذي سُلط على استقراره وأمانه لسنوات عشر، ويستهدف حالياً حصار مقومات حياته ولقمة عيشه”بقيصر” أميركا.
تصر إدارة الشر الأميركي المارقة على القانون الدولي والخارجة عن سكة الشرعية الدولية على ذر رماد التعمية على انغماسها الكامل بعذابات الشعب السوري، فقلب الحقائق وطمس البينات وتشويه المعطيات التي تدلل على الانخراط الأميركي الكبير في نزيف الشريان السوري محاولة قذرة للمواربة والتمويه والتعتيم على الحقائق الصارخة التي تؤكد أن واشنطن هي بيت الداء العدواني وأصل الشرالإرهابي ولايمكن لكل ادعاءات مفاصل إداراتها أن تجمل قباحة جرائمها.
حدث وتعليق – لميس عودة