الثورة أون لاين- فردوس دياب:
ولد حزب البعث العربي الاشتراكي من رحم طموحات الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، التي كانت تطمح إلى وطن واحد يجمعها بلا تلك الحدود المصطنعة التي وضعها الاستعمار لتمزيقنا كأمة حتى يسهل احتلالنا والسيطرة علينا ونهب خيراتنا وثرواتنا.
وبقدر ما كانت طموحات الشعوب العربية خلاقة ومشروعة ومخلصة لقيمنا ومبادئنا، كانت أفكار وقيم ومنطلقات حزب البعث العربي الاشتراكي خلاقة وأمينة على قيم وثوابت ومبادئ أمتنا العربية، فكانت تلك المبادئ شاملة لكل مناحي الحياة وبما يؤدي إلى التميز والابداع والتطور الذي لن يكون إلا بتكاتف وتلاحم وتعاون جميع أبنائه ودون تمييز أحد.
من هذه النقطة كان إبداع الحزب في النضال والعطاء، لجهة نظرته الشاملة لكل مكونات الوطن على أساس المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات، فالمرأة تساوي في حقوقها وواجباتها الرجل، وهي تتمتع بكل حقوق المواطن كاملة عبر مشاركتها في المجالات والميادين والأصعدة كافة مثلها مثل الرجل، وضمن الحدود والقيم والشرائع التي تكفل لها حقوقها وحرياتها وأنوثتها بعيداً عن انتقاصها أو المساس بها.
من هذا الفهم العميق لمكانة ودور المرأة في بناء المجتمع عمل حزب البعث على ملامسة كل هموم ومشكلات المرأة، واستطاع خلال فترة قصيرة جداً معالجتها والانتقال بالمرأة الى مرحلة العطاء والإنتاج، بعد مرحلة طويلة من القيود التي كانت تفرضها المفاهيم والعادات الخاطئة والرجعية التي ابتعدت بالمرأة عن انسانيتها وحقوقها التي كفلتها لها شرائع السماء والأرض.
لطالما انطلق حزب البعث العربي الاشتراكي في رؤيته للمرأة السورية من أنها ابجدية الحضارات وصانعة المعجزات والاساطير، ولعل هذا ما أثبتته سنوات الحرب الماضية على شعبنا، حيث أكدت المرأة السورية أنها أيقونة العطاء والتضحية والبطولة فقد بلغت مبالغ الرجال ولم تبارح موقعها في العطاء والفداء والبناء جنبا الى جنب مع الرجل في خندق الصمود والمواجهة والانتصارات التي تتحقق كل يوم على مختلف الجبهات السورية وصولا الى تلك اللحظة التي يتحقق فيها الانتصار الكبير على الإرهاب وداعميه.
إن قضية المرأة في فكر الحزب تستند على حقيقة ثابتة تحاكي دورها الكبير والاساسي في المجتمع، وهذا بهدف استثمار طاقاتها الابداعية والفكرية والمادية لتصب في خدمة الوطن وتطوره، وهذا ما ناضل من أجله القائد المؤسس حافظ الأسد، وأرسى قواعده الصلبة (الدستورية والقانونية والتشريعية ) السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد، القواعد والقوانين التي تحاكي إنسانية المرأة وأنوثتها و مواطنتها الكاملة ودورها الفاعل في ممارسة الحياة الاجتماعية بشكل كامل وشامل.
إن نضال البعث لرفع مستوى المرأة السورية سوف يستمر ويتعاظم ويكبر خلال المراحل القادمة التي سوف تشكل اختباراً جديداً لدور وقدرة المرأة السورية على استكمال مسير العطاء والبناء التي ستكون ضمن أولويات المرحلة المقبلة التي ستشهد تسارعاً كبيراً للخطوات بغية إعادة إعمار ما دمره الإرهاب والنهوض بهذا الوطن مجدداً حتى يستعيد نشاطه وحيويته ودوره التاريخي والحضاري في المنطقة والعالم