الثورة اون لاين – ديب علي حسن :
الإعلام طاعون العصر والسلاح الاكثر فتكا وشمولية في التدمير أو البناء…كما يريده المرسل ويوجهه إلى المتلقي.
لم يعد من علم تطبيقي أو انساني أو فيزيولوجي الا وله نصيب في الرسالة الإعلامية بدءا من أداة الارسال إلى الرسالة والمتلقي ..
هذا أمر معروف لا أحد يمكن أن يجادل فيه ..بل يذهب الدكتور نبيل علي في كتابه المهم ..الثقافة العربية وعصر المعلومات إلى القول:الإنسان حيوان اتصالي ولا تقوم للمجتمع قائمة دون نظام للاتصال الذي اعتبره البعض شرطا من شروط بقاء الكائن البشري ..ص ٣٤٣ وتاريخ البشرية من عصر نقوش الأحجار إلى بث الاقمار يمكن رصده متوازيا مع تطور وسائل الاتصال التي تربط بين الأفراد والجماعات، ويشهد هذا كما يضيف علي أن الاتصال كان دوما وراء كل وفاق وصراع فكلاهما كما ورد في ميثاق منظمة اليونسكو _ينشأ ابتداء في عقول البشر.
ويضيف ايضا :مما يؤكد محورية الإعلام في حياتنا المعاصرة ذلك الاهتمام الشديد الذي تحظى به قضاياه في الفكر الفلسفي والتنظير الثقافي المعاصر..محافظا كان أو ثوريا حداثيا كان أو ما بعد حداثي رأسماليا كان ام ذا توجه ماركسي ..خلاصة القول :لقد ساد الإعلام ووسائله الإلكترونية الحديثة الساحة الثقافية ..حتى جاز للبعض أن يطلق عليها ثقافة الميديا وثقافة التكنولوجيا وثقافة الوسائط المتعددة.. وكما لقب أرسطو بالمعلم الأول حاز والت ديزني على لقب المعلم الأعظم بعد أن باتت الثقافة أعلامها وترفيهها تصنيعا لا تنظيرا..
وماذا عنا ؟
لا أدعي أنني يمكن أن اقدم إجابة قاطعة حول ذلك ولكن من باب متابعتي حسب استطاعتي المادية والمعنوية لما يصدر من دراسات حول الإعلام ورسالته ..أستطيع أن أقول:أن ذلك آخر اهتمامنا تماما مؤسسات ووزارة ..حتى في المؤسسات التي كان فيها ما يسمى مديريات تأليف ونشر تم الغاء هذه المديريات مع كل ما قدمته..
وما صدر من كتب ودراسات عن الإعلام في سورية خلال الفترة الماضية وكان يجب أن يكون كبيرا لكنه للاسف لم يصل حسب متابعتي إلى عشرة كتب ..معظمها صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب ..وكتاب صدر عن اتحاد الصحفيين تم توزيعه مع انعقاد المؤتمر العام السابق وهو حول الإعلام الرقمي..
ومن باب الإنصاف يجب أن نشير إلى أن مؤتمر الإعلام السوري الذي توقف بغض النظر عن انه كان قد شكل خطوة نحو نقاش ودراسات مهمة جمعت في كتاب..
الإعلام السوري الذي استطاع خلال هذه الحرب العدوانية على سورية ببساطة أدواته أن يواجه ويعري ويفكك ويسقط امبراطوريات إعلامية نفقاتها اليومية تعادل ما ينفقه خلال سنوات ..
ألا يعني هذا أن ثمة ما يجب أن يدرس فيه ويعزز مكامن القوة ..وبالوقت نفسه أليس علينا أن ندرس المتغيرات التي حصلت في الأدوات والرسالة والتلقي قبل الحرب وبعدها ..
أليس من الضرورة بمكان أن ندرس كيف تمت بعض الاختراقات لوعي المجتمع ..
وفي التطور التقني والتحول إلى الإعلام الرقمي ..ماذا اعددنا من دراسات استشرافية لتحولنا الرقمي للوصول إلى اعلام تكاملي يجمع بين التقليدي والرقمي يحصن الجذور ويمضي نحو المستقبل بقدرات متجددة يعزز ما يجب أن يعزز ويسدد الخطا في أماكن كثيرة..
لماذا علي كمتابع مثلا أن اقتني الكتب التي تصدر عن الإعلام من خارج القطر وقد أصبح ذلك مستحيلا من حيث السعر ..وكانت كتب مركز دراسات الوحدة العربية تشكل رافدا مهما في هذا الإطار.
واذا ما بحثنا عن مقالات ودراسات تنشر في الدوريات السورية حول ذلك فلن نقع على الكثير سواء في مجلة المعرفة أو مجلات اتحاد الكتاب العرب ..
وكان ثمة مجلة تعنى بالدراسات الإعلامية تصدر عن اتحاد الإذاعات العربية …لا أدري ماذا حل بها…
ذات يوم وقد كتبت ذلك اكثر من مرة عندما حاورت الصحفي والكاتب المصري المعروف والمشهور رجاء النقاش قال لي :لقد تعلمت الصحافة في سورية وفي جريدة الوحدة وكان معي احمد عبد المعطي حجازي ..
طبعا ليس من باب الحنين ولا استعراض الماضي إنما من باب من لاجذور له لا فروع وأغصان ستنمو ..ونحن لسنا كذلك …لدينا من الطاقات والإمكانات ما أثبت وجوده بغض النظر عن لغة الجلد التي يتقنها الكثيرون من المسؤولين السوريين.. لكننا نعتز أن السيد الرئيس بشار الأسد الذي يقود معركة المواجهة ويحقق النصر أكد اكثر من مرة وأشاد بدور الإعلام ولاسيما الإعلام الرسمي وهذا وسام لكل إعلامي سوري وحافز على المضي قدما نحو المزيد من البذل والتضحية والعمل.
ولأني اثق أن الغد هو الاجمل اتفاءل اننا في الطريق نحو تعزيز الدراسات الإعلامية ولاسيما أن الورشة التي عقدت في مؤسسة الوحدة حول التحول الرقمي شكلت محطة مهمة في هذا الاتجاه وفي توصياتها المهمة ..انشاء مركز دراسات إعلامية في المؤسسة ..وهذا خطوة أولى نحو المزيد من البحث والدراسات التي تعنى بإعلامنا وتناقش قضاياه على طاولة البحث مع الإعلاميين لا أن تبقى محفوظة في الأدراج.