الإرهاب العاجل والآجل

لم يغب الإرهاب لحظة واحدة من تاريخ العدوان على سورية، وهو إن كان يتخفى وراء أقنعة كاذبة في بدايات العدوان، إلا أنه يميط اللثام بكل صفاقة في أيام لاحقة، وما زالت الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الحكومات الاستعمارية تعود لذات اللعبة في كل مرحلة من مراحل العدوان وذلك وفق الظروف والاحتياجات والواقع الدولي والميداني والخطط المستقبلية الموضوعة والمرسومة لكل مرحلة.

مناسبة الحديث هذه والتأكيد أن الإرهاب كان الأسلوب الأول وربما الوحيد الذي استخدم في الحرب على سورية هو تلك التصريحات والدراسات الأميركية بخاصة التي تتحدث عن محاربة داعش والإرهاب كمبررات للتواجد العسكري غير المشروع فوق الأراضي السورية واستغلال وسرقة الثروات النفطية والمعدنية والزراعية والسعي لتقسيم البلاد وتجزئتها.

أراني في البداية استعيد ذات جمعة في السابع من تموز ٢٠١١ ، وهي الجمعة التي أعلنتها ورسمتها دوائر العدوان، (جمعة لا حوار) فقد تزامنت مع الزيارة المشؤومة التي قام بها روبرت فورد السفير الأميركي في دمشق إلى مدينة حماة ،يرافقه سيء الصيت (إريك شوفاليية) السفير الفرنسي الذي كان قد احتفظ بزجاجة نبيذ بسفارة بلاده بدمشق متوهماً العودة والاحتفال بإسقاط الدولة السورية، لكن دولته اضطرت قبل أكثر من ثلاثة أعوام لأخذ تلك الزجاجة من السفارة بعدما استأذنت وزارة الداخلية وغيرها للسماح لبعض مرافقي وفد برلماني بالدخول إلى سفارة بلدهم المغلقة وسحب تلك الزجاجة في تعبير عن الاعتذار عن ذلك السلوك الفرنسي واعترافاً بالعجز عن تحقيق ذلك الوهم الذي رسمه سفير حاقد وغبي.

◦ في تلك الجمعة جاب السفير فورد شوارع حماة بصحبة مسلحين على دراجاتهم النارية محاطاً بالسلاح غير الشرعي من جانب، وكان يطالب بعدم الحوار مع الحكومة السورية الوطنية مقدماً دعم بلاده غير المحدود للمتظاهرين الخارجين عن القانون والمساهمين في تخريب البنى التحتية والقائمين بعمليات قتل وتخريب وتدمير وغيرها.

◦ لقد كان التدخل الخارجي واضحاً بعامة منذ اللحظات الأولى، وبدا التدخل الأميركي الأكثر حضوراً الأمر الذي استمر حتى هذه اللحظة ولم يتوقف أبداً، إنما اتخذ أشكالاً متجددة تتناسب مع تطور قوة الإرهاب على الأرض وتوزعها في مختلف المناطق.

◦ وها هي تعود اليوم للعمل في توظيف مجموعات الإرهابيين بظروف وشروط جديدة بعد وجود إدارة ديمقراطية جديدة بعد فوز جو بايدن ودخوله البيت الأبيض واعداً بسلوكيات جديدة وسياسات تعتمد الحوار أسلوباً، ليأتي واقع الميدان مؤكداً كذب تلك الوعود أمام واقع نقل قيادات داعشية معروفة من مخيمات الهول وغيرها من تلك المخيمات التي تسيطر عليها قوات قسد، ونقلها إلى معسكرات تدريب داخل العراق استعداداً لتنفيذ مراحل جديدة من العدوان.

◦ فالإرهابيون الذين كانوا يحاربون في منطقة الباغوز لم نر لهم أثراً على الأرض بعد هزيمتهم بداية عام ٢٠١٨، فقد تم نقلهم عبر حوامات أميركية إلى قاعدة عين الأسد في العراق، فيما تم نقل الجزء الأكبر من النساء والأطفال إلى مخيم الهول في شرقي الحسكة ليكون الخزان الكبير المولد للإرهاب، إذ تشرف نساء وزوجات الإرهابيين على تعليم وتنشئة أكثر من خمسة وثلاثين ألف طفل بلا آباء وفق أفكار ومعتقدات الإرهاب حيث تقام محاكم داعشية تنفذ أحكام الإعدام بين أولئك الأطفال.

◦ كل ذلك يتم بإشراف مباشر ومتابعة مستمرة ودقيقة من جانب الاستخبارات الأميركية تحضيراً للمرحلة المقبلة التي ستجبر فيها واشنطن على الانصياع لمخرجات الحوار والتفاوض المحمولة على مصالح السوريين وحدهم، وعندها لن يكون لها دور حقيقي، فتعيد إطلاق الإرهابيين بانتظار ظروف جديدة.

◦ وبالقدر الذي تتفنن واشنطن به في استحضار الإرهاب والإرهابيين، وبالقدر الذي تستقدم به مرتزقة مستعدين للقيام بجميع الأعمال الإجرامية السيئة، وبالقدر الذي تستطيع فيه تشكيل مجموعات مرتبطة وعميلة بوجه سورية، وبالقدر الذي تتعاظم به قدرة العدوان على فرض الحصار وإقرار عقوبات اقتصادية ظالمة، فإن السوريين يقدمون الدليل الحي والمستمر على مدار الساعة بأنهم ماضون في مواجهة العدوان، مستعدون لكل نتائج الحصار والعقوبات، متمسكون بوطنهم وسيادته، عازمون على قهر الإرهاب والعدوان، ماضون في مشروعهم المقاوم، مؤمنون بقيادتهم، منتمون لوطنهم، داعمون لجيشهم الباسل، مؤكدون حقهم بحياة حرة كريمة، باذلون في سبيلها كل غال ونفيس.

معاً على الطريق- مصطفى المقداد

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة