فرص العمل وسوقه

غياب الرقم الإحصائي يساهم إلى حدٍّ كبير باستسهال بعض المخاطر، لأن هذا الغياب يخفي الكثير من الحقائق والوقائع بسبب الجهل بالرقم الذي يعتبر كالضوء الكاشف للطريق المظلم، وينقذ العابرين من الجنوح إلى خارج المسار الذي قد يوقعهم برياض أزهار أو بسندس أخضر، ولكن قد يوصلهم أيضاً إلى حقل ألغام.

ما نريد قوله هو أنّ حالة الشباب الداخلين إلى سوق العمل، والذين تجاوز الكثيرون منهم سن الشباب، ولا يزالون يبحثون عن فرصة عمل وقد صار من الضروري جداً الالتفاتة نحوهم أكثر والتركيز عليهم ودراسة أوضاعهم بجديّة والعمل على إيجاد فرص العمل المناسبة لهم، فمن غير المعقول أن يفني الشاب سنوات طويلة في التحصيل العلمي ليجد نفسه أنه فعل ذلك للوصول بالنهاية إلى نتيجة خاوية غير قادر من خلالها أن يحظى بحياة كريمة، بل يبقى مثلما كان طفلاً أو يافعاً، مجرّد عالة على أهله ومجتمعه، في حين يمتلك من الإمكانيات والقدرات المعرفية والعقلية ليفعل الكثير.

إنها حالة مأساوية بكل المقاييس، مئات آلاف الشباب الضائع والتائه في دهاليز الحياة، وكل الأبواب مغلقة في وجهه، فلا أمل ولا آفاق واضحة، ومن غير المستبعد أن الحكومة لا ترى غضاضة في ذلك، ليس لأنها غير مهتمة بواقع أبنائها، وإنما لأنها لا تعرف شيئاً عنهم ولا عن أوضاعهم ولا إمكاناتهم وقدراتهم ولا أعدادهم، وربما هذا ما يدفعها إلى استسهال الوضع واعتباره أمراً عادياً ليس ذا شأن كبير.

هذه بحدّ ذاتها مشكلة ناجمة عن التعتيم على هذا الواقع الخطير، سواء أكان مقصوداً أم غير مقصود، ولو أن الأرقام الكاشفة متوفرة وتُضيء بوضوح على هذا الواقع الصعب لجرت تحركات حكومية مختلفة على الأرجح ساهمت بالتخفيف من وطأة هذه الحال على الأقل.

إننا لا نرى أي معجزة، ولا حتى صعوبة في هذا العصر الرقمي – حتى في ظل العقوبات والحصار – أن تقوم إحدى الجهات المعنية كوزارة التنمية الإدارية، أو المكتب المركزي للإحصاء بإقامة قاعدة بيانات يمكن من خلالها معرفة عدد الشباب العاطلين عن العمل واختصاصاتهم ومستواهم التعليمي وأعمارهم وأماكن توزعهم، وما إلى ذلك من المعلومات التي تضع الحكومة أمام الصورة الحقيقية لهذا المشهد كي تراه كما هو.. لا كما تتوقع، ويمكن بعدها السير بخطا واثقة نحو إيجاد فرصٍ معينة لهم تلائم اختصاصاتهم.

إن توفّر قاعدة بيانات كهذه قد تُحرّض الحكومة بأكثر من اتجاه نحو إيجاد الحلول، أما مع غياب هذه القاعدة، وغياب المعرفة حول هذا الوضع معها فستبقى مشكلة هؤلاء الشباب – كما هي حالياً – من المنسيات المؤجلة لتزداد العواقب رداءةً يوماً بعد يوم..

 

على الملأ- علي محمود جديد

آخر الأخبار
الرئيس الشرع والبطريرك يازجي ..وحدة السوريين صمام الأمان أمام محاولات التقسيم والتفكيك  "العدل" : عدم فك احتباس الحفارات التي تقوم بحفر آبار  بدون ترخيص   الشيباني مع المحافظين : الاستفادة من الدعم الدولي بما يخدم الأولويات المحلية   الرئيس الشرع يستقبل البطريرك يوحنا العاشر يازجي وتأكيد على الدور الوطني        انفجار المزة ناجم عن عبوة ناسفة مزروعة بداخل سيارة مركونة  المجتمع الأهلي يجهز بئر مياه كويا بدرعا  تحديات بالجملة أمام عودة أكثر من 2,3 مليون سوري عادوا لديارهم  ارتفاع الدولار وحرائق الساحل تنعكس على الأسعار في الأسواق  ريادة الأعمال في قلب التغيير.. النساء دعامة المجتمع خفايا  ثوب الانفصال!   حملة تنظيف لشوارع الصنمين بعد 15 يوماً على تخصيص رقم خاص للشكاوى.. مواطنون لـ"الثورة": عزز الثقة بعمل مديريات محافظة دمشق بسبب الضياع المائي .. شح في مياه الشرب بدرعا معرض دمشق الدولي .. منصة شاملة تجمع التجارة بالصناعة والثقافة عودة بئر "دير بعلبة" للعمل شهر على اختطاف حمزة العمارين.. قلق متصاعد ومطالبات بالكشف عن مصيره الفرق تواصل السيطرة على آخر بؤر حرائق كسب بريف اللاذقية دراسة إعفاء الشاحنات ومركبات النقل من الرسوم  وتفعيل مركز انطلاق السيارات السورية مع لبنان السويداء بين شعارات "حق تقرير المصير" وخطر الارتماء في الحضن الإسرائيلي "معاً نبني سوريتنا" .. لقاء حواري يعيد رسم ملامح التكاتف المجتمعي في سوريا