يواصل فيروس كورونا المعروف باسم (كوفيد-١٩) انتشاره الواسع حول العالم بسلالات مختلفة رغم كثرة وتعدد اللقاحات المنتجة للوقاية منه، غير آبه بالحدود أو القوميات أو الأعراق، وغير مكترث بالانتماءات السياسية أو الدينية أو الفروق الاجتماعية التي صنعها تجار الحروب والأزمات بين الشعوب، فالمتوالية الحسابية لأعداد الضحايا تواصل ارتفاعها بشكل يومي حتى في الدول الغنية التي لقحت نسبة كبيرة من مواطنيها، ما يشير إلى حلقة مفقودة إزاء التعاطي مع الوباء وعدم وجود إرادة دولية جامعة للتخلص من آثاره المرعبة.
اللافت في الأمر هو نمط التفكير العنصري الذي تتعاطى به الحكومات الغربية تجاه بقية شعوب العالم، وعدم نزوعها إلى سلوك إنساني يمكن أن ينقذ البشرية مع أن الخطر مشترك، إذ تشير أحدث الإحصائيات إلى تفاوت كبير في تلقي اللقاحات بين الدول (المرتفعة الدخل) والدول الفقيرة بحسب تصنيف البنك الدولي، حيث أعطيت نصف جرعات اللقاح في الأولى بينما لم تحصل الثانية سوى على 0,1 بالمئة من الجرعات.
اليوم يبدو العالم في سباق محموم لتطويق حالات تفشي الوباء والحصول على اللقاحات الأكثر جدوى ـ بعض اللقاحات تركت آثاراً جانبية لا تقل خطورة عن الفيروس نفسه، لكن الأهم من ذلك هو تطويق فيروس العدوان والغطرسة والظلم المتفشي لدى الحكومات الغربية وخاصة الإدارة الأميركية التي لا يعنيها سوى نهب خيرات الشعوب وإذلالها بسياسات الحصار والعقوبات وخلق الأزمات والمشكلات لديها.
ولعل الأمم المتحدة هي أكثر المدعوين لتفعيل دورها الإنساني من منطلق المساواة بين الشعوب والدول في هذه المحنة ورفع الحيف عنها، وعدم التخلي عن دورها لصالح النفاق الأميرك .. وقد يكون في مقدمة واجباتها إفشال وإلغاء مفعول العقوبات الأميركية الظالمة على العديد من الدول وخاصة سورية، كمساهمة أولية في مواجهة الوباء، لأن التأثيرات السلبية لهذه العقوبات تقترب من جرائم الحرب بحق السوريين، وهي في نظر الكثيرين أخطر من كورونا وكل سلالاته القاتلة.
البقعة الساخنة – عبد الحليم سعود