في الأحوال غير العادية تصبح الحلول والمعالجات ذات طابع استثنائي غير مألوف، وتأخذ أشكالاً وطرقاً وأساليب فيها بعض الغرابة، وفي مثل الظروف التي نعيشها خاصة لناحية عدم توافر المشتقات النفطية بفعل الحصار والقوانين الجائرة التي تفرض علينا من أميركا وأعوانها وأذنابها تبدو الحالة أقرب إلى هذا الواقع الذي لم نعتد عليه ولم نكن نتوقعه أبداً… لكنها الضرورة والحرب التي غيّرت كثيراً في نمط حياتنا وسلوكياتنا وأولوياتنا.
ما تم تطبيقه في آلية الحصول على مادة الغاز المنزلي بعد معاناة كبيرة ومستمرة وصل إلى البنزين أيضاً بعد معاناة مريرة وقاسية في كيفية تأمينه أنتجت تداعيات سلبية شكلاً ومضموناً وفتحت أبواباً عديدة دخل عبرها الفساد والمحسوبيات وما إلى ذلك، وسط أجواء غير مريحة لمعادلة تفتقر إلى تكافؤ عناصرها وأدواتها ومقوماتها الأساسية، حيث كان لا بد من اعتماد الرسائل النصية كما هو حال الأمر في مادة الغاز كإجراء إسعافي ربما يكون مؤقتاً ريثما نصل لحلول ومعالجات أخرى تؤمن المادة بشكل كافٍ.
هذه الرسائل النصية رغم أنها لا تحل المشكلة أو تؤمن المطلوب وجاءت بدافع الضرورة إلا أنها شكلت رأياً عاماً مريحاً ومتجاوباً معها إلى حد كبير قياساً بما كان يحدث رغم كل الثغرات والتداعيات الأخرى التي لا يمكن لهذه الرسائل معالجتها سواءً الإجرائية منها أم التنفيذية من هنا لا بد من العمل على تطوير هذه الإجراءات وتحسينها وتلافي أثارها السلبية بالسرعة الممكنة سواء لجهة الكميات المخصصة أم حالات السفر وكذلك فترة السماح للتعبئة وهذا كله مرهون أولاً وأخيراً بكيفية تأمين المادة.
العديد من المواطنين أبدوا ارتياحهم لهذه الطريقة، وهي من حيث المبدأ في محلها وكان من المفروض تطبيقها منذ زمن وربما قبل رسائل الغاز، لكن مع مرور الوقت وطول الانتظار إلى حد لا يتناسب أبداً مع الكمية والوقت المسموح الذي قد يصل إلى عشرة أو خمسة عشر يوماً وأكثر تصبح الأمور أكثر صعوبةً وتعقيداً، ولنا في تجربة رسائل الغاز خير مثال، حيث كان الوقت محدداً بـ23 يوماً ليصبح 45 يوماً وليصل إلى شهرين وأكثر…!!
المواطن ينتظر رسالة البنزين كتجربة جديدة تمناها بفعل ما كان يعانيه على محطات الوقود وهو بالتأكيد لن يرغب بها أو يحبذها إذا كان الانتظار كثيراً…فلننتظر التجربة ..!!!
حديث الناس – هزاع عساف